سيطر الهدوء الحذر على محيط الكاتدرائية المرقسية بوسط القاهرة وسط انتشار مكثف لقوات الأمن صباح الاثنين. وعلى الصعيد المرورى، شهدت المنطقة المواجهة لمبني الكاتدرائية تباطؤ في حركة مرور السيارات القادمة من أعلى كوبرى أحمد سعيد بسبب كثرة الحجارة وزجاجات المياه الغازية المحطمة بكثافة في نهر الطريق بمنطقة مواجهات أمس ، بينما شهد شارع أحمد لطفي الموازي لشارع رمسيس خلف للكاتدرائية كثافة مرورية مرتفعة، وذلك وفقا لما ذكرته وكالة أنباء الشرق الأوسط.
كما قامت قوات الأمن بإغلاق كافة الشوارع الجانبية المواجهة لمبنى الكاتدرائية في شارع رمسيس، بينما فضل سكان المنطقة المواجهة للكاتدرائية وأصحاب المحال إغلاق الأبواب خشية تجدد الاشتباكات مرة أخرى.
وكانت الاشتباكات قد تجددت في محيط الكاتدرائية المرقسية بالعباسية في الساعات الأولى من الاثنين، فيما قطع متظاهرون شارع رمسيس من أمام محطة أنفاق مترو "الدمرداش"، مستخدمين الحجارة وإطارات السيارات، ومنعوا بذلك الحركة المرورية في الشارع خوفا من تكرار الهجوم على الكاتدرائية.
من جانبها، أكدت الداخلية المصرية أن أعمال العنف بدأت من جانب المشيعين الذين أضرموا النيران في ممتلكات عامة أثناء خروجهم لتشييع الضحايا.
في نفس السياق، أجبر وزير الداخلية المصري، محمد إبراهيم، على مغادرة محيط الكاتدرائية المرقسية بالعباسية في القاهرة، مساء أمس الأحد، حيث كان يقوم بزيارة لها بعد الأحداث التي شهدتها، وغادر الوزير الكاتدرائية بعد أن قابله محتجون بهتافات منددة تطالب برحيله وبإسقاط النظام.
وأمر الرئيس المصري، محمد مرسي، فتح تحقيق فوري بأحداث الكاتدرائية المرقسية، معتبرا أن أي هجوم على الكنيسة اعتداء عليه شخصيا.
من جانبه، أصدر مجلس الوزراء بيانا اعتبر من خلاله ما حدث أمام الكاتدرائية المرقسية بالعباسية ممارسات فردية غير مسؤولة ومحاولة لتصوير الأحداث على أنها فتنة طائفية.
وأعرب البابا تواضروس الثاني بابا الكنيسة القبطية، عن الأسف جراء أحداث العباسية، ودعا إلى إحكام لغة العقل لتجنب الكارثة، فيما دعا شيخ الأزهر كافة الطوائف إلى ضبط النفس والحفاظ على الوحدة الوطنية المصرية.
من جانبه، اعتبر عمرو موسى ما حدث أمام الكاتدرائية مأساة، محذرا من تحول مصر إلى دولة فاشلة.
كما حملت "جبهة الإنقاذ الوطني" ما أسمته "نظام الإخوان"، والرئيس مرسي وداخليته المسؤولية عن الأحداث، مشيرة إلى وجود تواطؤ من جانب الشرطة.