سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأكاديمية .. كشاف كرة القدم الجديد «لدينا مشكلة فى حراس المرمى والمدافعين.. أولياء الأمور يريدون فقط أن يروا ابنهم وهو يحرز هدفا حتى لو كانت موهبته فى مركز آخر غير الهجوم»
يقف كابتن نبيل فى وسط ملعب تشيلسى يدرب مجموعة من الأطفال، هذا التدريب الذى ينتهى بأن يقسم الأطفال قسمين ليلعبا مباراة ضد بعضهما البعض. أتاحت الملاعب الشعبية وجود ساحات لممارسات الأكاديميات الشعبية لكرة القدم نشاطاتها، التى تتركز فى تدريب النشء على لعب الكرة، وربما تسويقهم وتصعيدهم لبعض الأندية الكبرى. هذا الدور الذى كان يعرف فى الماضى بدور كشاف كرة القدم الذى كان يدور المناطق الشعبية ويقدم للأندية الكبرى أهم هذه المواهب، الأكاديمية الآن تقوم بهذا الدور، وفى حالة أكاديمية الموهوبين التى تمارس نشاطاتها على ملاعب النجيل الصناعى ببولاق الدكرور وأرض اللواء، يدفع أولياء أمور الأطفال 50 جنيها كاشتراك شهرى ليتدرب الأطفال. يقول كابتن نبيل: «كنت أمارس كرة القدم ثم التحقت بدورة تدريبية وعملت مساعدا لكابتن محمود نصر (المشرف على أكاديمية الموهوبين)». ويضيف: «هنا نعلم الطفل كيف يلعب، بداية من تسليم واستلام الكرة، ونوفر له كل شيء من ملابس وأدوات وأقماع وغيرها». ويضيف: «هنا أيضا أفضل من لعب الشارع، إذا كان هناك ولد موهوب يلعب فى الشارع ويأتى إلى هنا تجد ذهنه قد فك، بدلا من أن يجرى فقط وراء الكرة كلعب الشارع».
يشيد كابتن نبيل بوجود ملاعب النجيل الصناعى التى تساعده فى عمله مع الأطفال، قائلا: «هنا يمكنك أن تشتغل معهم، فى ملاعب مراكز الشباب الصلبة أنت لا تستطيع تعليمهم شيئا». ولكنه مع ذلك يشير إلى أن ملاعب النجيل الصناعى قد تكون مؤذية بعض الشيء للركبة، هذا الذى لا يتم حله سوى مع ملاعب النجيل الطبيعى.
كابتن محمود نصر، المشرف على أكاديمية الموهوبين المسجلة باتحاد الكرة، يشير إلى أن نظام الأكاديميات هو السائد حاليا لتدريب الموهوبين ومن ثم تصعيدهم، فكرة الأكاديميات التى انتشرت مؤخرا يشير إلى أهميتها رغم أن البعض قد دخلها على سبيل «التجارة»، على حد قوله. يأتى كابتن محمود (الذى درس بكلية التربية الرياضية) بالأطفال فى سن صغيرة ليعلمهم أساسيات كرة القدم، وليبحث بعد ذلك عن الموهوب منهم ويحاول تسويقه فى أندية كبيرة، وهو يشير إلى أن مواهب عدة خرجت من تحت يده تم تصعيدها فى فرق مثل الأهلى والزمالك والترسانة وإنبى.
تحصل الأكاديمية على نسبة من تصعيد الطفل إلى ناد كبير، ويؤكد كابتن محمود أن هذا هو المكسب المادى الحقيقى من الأكاديميات، فالاشتراكات لا تكفى الأدوات وأجور المدربين فى الأكاديمية.
يمارس كابتن محمود نصر عمل الأكاديمية على خمسة ملاعب نجيل صناعى بمناطق بولاق الدكرور وأرض اللواء، ويكرر ضيقه من توقف الدورى الذى يؤثر على عمله هو أيضا: «وليّ الأمر يشرك ابنه فى الأكاديمية لأنه يريده مثل أبو تريكة، الآن لا يوجد دورى ولن يتحقق ذلك، وحتى بطولات البراعم كانت متوقفة حتى وقت قريب». فى حين يشير كابتن نبيل أن الأندية مع توقف الدورى لا تحتاج للاعبين، ما يعطى انطباعا بأنه لا جدوى من إعداد لاعبين جدد.
عندما سألت كابتن محمود عن أكثر مراكز الملعب الموهوب فيها الأطفال، قال كابتن محمود ولكنه يضيف: «وهناك أولياء أمور يريحونك، هم يتعاملون مع الأمر ببساطة وهم سعداء فقط لأن أبناءهم يمارسون الرياضة».
فى النهاية يؤكد الكابتن محمود نصر أن دور الأكاديميات فى إعداد النشء أهم كثيرا من دور الأندية، موضحا: «إذا كانت هناك لدى الولد موهبة بنسبة 50% فأنا أكمل له هذه الموهبة، ليكون لاعبا جاهزا»، فالأندية الكبرى التى تجرى اختبارات لقبول النشء تستقبل أعدادا كبيرة جدا ولا تأخذ سوى الجاهز منهم، مشيرا إلى أن معظم اللاعبين الكبار ليسوا أولاد النوادى الكبيرة بل هم اكتشافات أماكن أخرى، فمحمد أبو تريكة من ناهيا من بولاق الدكرور ومحمد بركات بدأ من نادى السكة الحديد.