بدأ مجمع اللغة العربية بالقاهرة، أمس الأول الاثنين مؤتمره السنوي، ليبحث على مدى أسبوعين قضايا بالغة الأهمية في سياق حافل بالتحديات، غير أنه حافل أيضا بالفرص. وتتضمن المحاور الرئيسية للمؤتمر: "المصطلح اللغوي والثقافي والعلمي بين المشرق العربي والمغرب العربي"، و"لغة العصر والتراث اللغوي.. تواصل أم انقطاع؟"، و"اللغة في الدراما التلفزيونية"، و"لغة الإعلان الصحفي وطرق الارتقاء به"، و"اللغة العربية في مدارس اللغات".
وجاء المؤتمر في وقت يتصاعد الجدل حول "قضايا اللغة العربية وتعريب العلوم والعولمة والحداثة ومستحدثات التقنية وثورة الاتصالات والشبكة العنكبوتية والعدوان اللغوي"، وسط دعوات بضرورة حماية اللغة وتطويرها.
فقد قال الكاتب والأديب والوزير البحريني السابق الدكتور علي فخرو، "إن طرح موضوع حماية وتنمية اللغة العربية الأم هو الجواب على أسئلة الوجود العربي في التاريخ والحضارة"، مؤكدا أنه "موضوع وجودي بامتياز وليس فذلكة تخص علماء اللغة ومثقفي الأمة لكي ينشغلوا أو يتسلوا بها".
ورأى الدكتور علي فخرو أنه إذا أريد للإنسان العربي البقاء على صلة مستمرة بثقافة أمته، فإن المدخل إلى ذلك يبدأ في فترة الطفولة المبكرة منوها بأهمية أن يتعلم الطفل العربي لغته في مدرسته بصورة مبسطة وغير معقدة ولا مملة.
وأشار إلى أن حقل حماية وتشجيع استعمال اللغة الأم وإغناء مفرداتها حسب حاجات العصر الذي تعيشه الأمة واسع وبالغ التركيب.. منوها بأهمية تضافر جهود مؤسسات المجتمع المدني في هذا الصدد.
وفيما تطرق الأمين العام لمجمع اللغة العربية الشاعر الكبير فاروق شوشة في كلمته بعنوان: "بين مؤتمرين" لأهم إنجازات وأعمال المجمع خلال الدورة الحالية، كانت الدورة الثامنة والسبعين قد تناولت قضايا هامة تتعلق بمستقبل اللغة العربية في الإطار العالمي وتحدث في ختامها الدكتور محمد عبد الرحمن الربيع عن انتشار العربية في العالم الإسلامي متخذا من إندونيسيا نموذجا، كما طرح الدكتور عباس الصوري من المغرب قضية المعلوماتية وتوظيفها في تطوير معجم الإعلام والتراجم.