أكد البابا فرنسيس حرصه على البساطة من خلال البقاء «حتى إشعار آخر» في دير القديسة «مرتا» في الفاتيكان، الذي نزل فيه قبل انتخابه في 13 مارس، بدلا من الإقامة في الشقة الحبرية الرحبة المخصصة له في الطبقة الثالثة من القصر الرسولي. وقال المتحدث باسم الكرسي الرسولي الأب فديريكو لومباردي اليوم الثلاثاء إن :" الشقة الحبرية جاهزة بعد تصليحات صغيرة أجريت عليها على إثر مغادرة بنديكتوس السادس عشر، لكن البابا الجديد "ينوي البقاء" في دير القديسة مرتا. ولم يحدد المتحدث متى أو ما إذا كان البابا فرنسيس ينوي الاستقرار نهائيا في الشقة الرسمية".
ويتألف دير القديسة مرتا من 120 غرفة، وقد أعد خصيصا لاستضافة الكرادلة خلال المجمع الانتخابي. وزاد البابا الأرجنتيني الجديد الإشارات التي تنم عن البساطة، وتتناقض مع العادات والتقاليد المرعية الإجراء في الفاتيكان، ففاجأ الجميع وأثار إعجابهم، وتسبب في بعض الأحيان أيضا بالارتباك لدى مسؤولي الكرسي الرسولي.
فقد دفع بنفسه فاتورة الغرفة التي كان ينزل فيها في بيت ديني بروما، ورفض استخدام السيارة الرسمية للبابا بعد انتخابه، واستقل المصعد مع الكرادلة الاخرين ثم الحافلة الصغيرة معهم. واختار ثيابا حبرية بسيطة واحتفظ بالصليب الحديد الذي يضعه على صدره مذ كان اسقفا لبوينوس ايرس بدلا من الصليب الذهب المخصص للبابا.
وذكر كرادلة، أن البابا الجديد جاء في اليوم التالي لانتخابه وجلس بينهم إلى طاولة الفطور في قاعة الطعام في دير القديسة مرتا، كما لو أن شيئا لم يحصل. وأعرب عن رغبته أيضا في الاحتفاظ بغرفته الصغيرة فيما ينتظره الجناح المؤلف من ثلاث غرف. في عدد كبير من عظاته وكلماته، شدد البابا الأرجنتيني الذي يتخذ من القديس فرنسيس الاسيزي مثاله الأعلى، على الفقر والتصدي "للمظاهر الدنيوية" في الكنيسة الكاثوليكية.