احتفلت الجامعة الأمريكيةبالقاهرة هذا الأسبوع بإصدار كتاب "أولد كايرو" أو القاهرة القديمة بالتعاون مع دار نشر "أيه لودفيج بابليشينج" الأمريكية، والذي يعتبر موسوعة موثقة بالصور وقصيدة حب في حي مصر القديمة بجوامعه وكنائسه ومعابده وحصونه، هذا الحي الذي يقع إلى الجنوب من القاهرة الحديثة محتضنا مجموعة فريدة من الآثار تقف شاهدة على التراث الثقافي والإنساني الذي صنعه المصريون القدامى، بدءا بعصور الفراعنة مرورا بالعهد القبطي وانتهاء بالعهد الإسلامي وآثار اليهود. وحضر هذا الاحتفال لفيف من الكتاب والأدباء والمثقفين من الأجانب والمصريين من بينهم الكاتب علاء الأسواني والأمين العام السابق للهيئة العامة للآثار د. زاهي حواس وأيضا سفيري تركيا وبولندا في القاهرة وأعضاء السفارة الأمريكية.
ويعد كتاب "أولد كايرو" ثمرة تعاون أمريكي-مصري بين متخصصين في علم المصريات والآثار القديمة من المصريين والأجانب وهم:مؤلفة الكتاب العالمة الأمريكية في علم القبطيات كارولين لودوفيج، والتي حين فكرت في إصدار هذا الكتاب منذ حوالي خمسة أعوام كانت تعي أن القاهرة ليست فقط مفترق طرق الحضارات ومهد القومية العربية والإسلام، إنما هي بوتقة من الأديان والتراث الديني يجمع الماضي والحاضر.
ويحكي الكتاب بالصور تاريخ وعظمة المساجد والكنائس والكنيس اليهودي وأسرار هذا الجزء العظيم من تاريخ مصر وهو حي مصر القديمة بأزقته وشوارعه وحاراته فكأن الحياة دبت فيه من جديد ليحكي لنا تاريخ من عاشوا فيه.
ولفت الدكتور طارق سويلم الحاصل على الدكتوراه في العمارة الإسلامية من جامعة هارفارد الأمريكية وله العديد من المؤلفات في هذا الكتاب عن غزو المسلمين لمصر في القرن السابع الميلادي، وعن إنشاء مدينة الفسطاط على أطراف القاهرة القديمة وبناء مسجد عمرو بن العاص أقدم مسجد في أفريقيا.
وقال د. طارق سيولم للنشرة الفنية بوكالة انباء الشرق الأوسط: "ليس هناك مكان في العالم يجمع كل هذه الآثار والكنوز المختلفة في مكان واحد غير منطقة مصر القديمة، فهي تحتوي بجانب المساجد والكنائس والمعابد على حصن بابليون الروماني، ويعتبر هذا الكتاب هو الأول عن هذه المنطقة الأثرية بمثل هذا الحجم وبمثل هذه الطباعة الفاخرة خاصة عن جامع عمر بن العاص".
وأضاف، "أن هذه المنطقة تعد دليلا حيا على أن الأديان توافقت في مصر منذ قديم العصور ، حيث يأتي أتباع الديانات السماوية إلى مصر القديمة كل عام للاحتفال بأعيادهم".