يمكن القول إن الرئيس الأمريكى باراك أوباما، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، استخلصا العبر المطلوبة من لقاءاتهما السابقة التى اتسم معظمها بقدر كبير من الجفاء، وبروز الخلافات فى الرأى بينهما. مع ذلك، لابد من الإشارة إلى أن الجزء الأهم من محادثاتهما جرى فى الاجتماع القصير المكثف الذى عقد بينهما فى ساعات المساء. ووفقا لما نما إلى علمنا بشأن وقائع هذا الاجتماع، فإن الجانب الإسرائيلى عرض خلاله على الجانب الأمريكى آخر المعلومات الاستخباراتية التى فى حيازته فيما يتعلق بالبرنامج النووى الإيرانى، وذلك كى يثبت أن طهران لا تتأثر كثيرا بالضغوط التى تمارس عليها لكبح برنامجها النووى. فى المقابل أكد الرئيس الأمريكى أنه ما زال هناك متسع من الوقت لإقناع النظام فى إيران بوقف برنامجه النووى. واقترح نتنياهو على أوباما أن يستغل الفترة المتبقية حتى الانتخابات العامة فى إيران، التى ستجرى فى يونيو المقبل، لتشديد وطأة العقوبات ضدها، ولفرض حصار بحرى عليها.
وبالنسبة إلى سوريا، عرض الرئيس الأمريكى مقاربة حذرة فيما يتعلق بالتدخل الأمريكى فى شئونها الداخلية. وقال مصدر سياسى إسرائيلى رفيع المستوى إن أوباما لا ينوى أن يدمج إسرائيل فى أى خطة تدخل قد تحدث فى سوريا فى حال فقدان نظام الرئيس بشار الأسد سيطرته على الأسلحة الكيماوية والبيولوجية التى فى حيازته.
وبخصوص الموضوع الفلسطينى، يعتقد الجانب الإسرائيلى أن الرئيس الأمريكى لا ينوى أن يبادر إلى أى خطوة مهمة تتعلق بهذا الموضوع. مع ذلك، لابد من القول إن أوباما لم يغير موقفه المبدئى بشأن حل النزاع الإسرائيلى الفلسطينى، والذى يتعين على إسرائيل بموجبه أن تنسحب إلى حدود 1967 مع تبادل مناطق، وأن تكون القدس عاصمة للدولتين.
ومن المتوقع أن يعود وزير الخارجية الأمريكية جون كيرى يوم السبت المقبل إلى إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وذلك بعد انتهاء الزيارة التى سيقوم بها أوباما للأردن. وسيحاول كيرى أن يحرّك العملية السياسية بين الجانبين، أو على الأقل أن يبعث الأمل بإمكان تحريكها.