رأت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية "أن مشروع مد أنابيب الغاز بين إيرانوباكستان ، ينظر إليه باعتباره محاولة من قبل الرئيس الباكستانى لصقل إرثه فى الأيام الأخيرة من ولايته كرئيس لم يحظ بشعبية كبيرة، بالإضافة إلى كونه محاولة لتحقيق الازدهار فى الدولتين، التى تعانى كل منهما أزمة مالية " . وأشارت واشنطن بوست - فى تحليل إخبارى أوردته على موقعها الإلكترونى اليوم الخميس - إلى أن هذه الصفقة التى عقدها الرئيس الباكستانى آصف علي زردارى مع نظيره الإيرانى محمود أحمدى نجاد تعد بمثابة فرصة للأول لإصلاح ممارسات حزب الشعب الباكستانى الحاكم، الذى يترأسه، وذلك قبل انتهاء ولايته فى منتصف ليل يوم السبت المقبل، وبدء الاستعدادات لإجراء الانتخابات الرئاسية الجديدة.
ولفتت إلى أنه برغم اعتبار الكثير من المحللين زردارى رمزا للفساد، وعدم الكفاءة، ووصفه ب"البلوتوقراطى" أو يزاوج بين المال والسلطة، مما تسبب فى تردى الأوضاع الاقتصادية للبلاد، إلا أنه من المرجح أن يستطيع زردارى حفر اسمه فى التاريخ بوصفه أول رئيس باكستانى فى المرحلة الانتقالية للحكم الديمقراطى المدنى، في حال إجراء الانتخابات كما هو متوقع فى مايو المقبل.
وأوضحت الصحيفة أنه من الممكن أن يتم انتخاب زردارى لولاية ثانية، لاسيما وأنه لا يزال يعتبر من السياسين المخضرمين بفضل المناصب التى شغلها والآليات والأساليب التى اتبعها، علاوة على ذلك، فإن الحكومة تعمل على توفير المساعدات النقدية للملايين من الباكستانيين فى إطار برنامج يحمل اسم زوجته الراحلة بانظير بوتو للإبقاء على ذكراها.
واعتبرت أن زردارى استخدم اتفاقية خط أنابيب الغاز التى أبرمها مع إيران، من الناحية السياسية، كخطوة رمزية لتجاهل رغبة الولاياتالمتحدة، التى عارضت دوما المشروع وهددت بفرض عقوبات اقتصادية على باكستان، حيث ترى الولاياتالمتحدة فى تعامل باكستان مع إيران انتهاكا للعقوبات المفروضة على الأخيرة بسبب برنامجها النووى.
ومع ذلك، يتكهن بعض المحللين بانهيار هذا الاتفاق على أى حال، من خلال إلغائه من قبل الحكومة الباكستانية القادمة، فى حال لم يستطع حزب زردارى الفوز بأغلبية المقاعد فى البرلمان.