ردا على فتوى أطلقها مفتى سوريا بوجوب دفاع العرب والمسلمين عن سوريا، دعا الداعية السعودى الشيخ عائض القرنى علماء الإسلام إلى إصدار فتوى جماعية ضد الرئيس السورى بشار الأسد ونظامه. وجاءت هذه الدعوة تعليقا على قول مفتى سوريا، أحمد حسّون، فى لقاء تليفزيونى مؤخرا، إن «الدفاع عن سوريا فرض عين وجهادٌ على الدول العربية والاسلامية كافة». ووصف القرنى، فى حديث لقناة «العربية» مساء أمس، حسون بأنه «كذاب أشر».
ودعا القرنى العلماء والدعاة إلى أن ينطقوا بكلمة الحق، ثم وجه حديثه إلى هيئة كبار العلماء بالسعودية والأزهر الشريف، داعيا إياهم إلى «أن يقدموا بيانا جامعا يفتون فيه بشأن بشار الأسد ونظامه». ومضى قائلا إنه «يجب على الشعب السورى بكل طوائفه أن يقاتل هذا النظام الخارج على الإسلام»، مشيرا إلى «جرائم النظام من قتل العزّل والنساء، والخروج على تعاليم الإسلام».
ثم تحدث عن زيارته لمخيم الزعترى للاجئين السوريين فى الأردن، وحديث اللاجئين عن أن قيادة جيش النظام كانت ترغمهم على «السجود لصورة الأسد، وسب الله» على حد قوله.
ومع اقتراب القتال من بلوغ عامه الثالث فى سوريا دون نهاية تلوح فى الأفق، حذر المبعوث الأممى والعربى المشترك إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمى، عقب لقائه وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى فى بروكسل مساء أمس الأول، من أنّ «سوريا ستصبح أسوأ من الصومال (الذى دمرته سنوات طويلة من الحرب الأهلية)، إن لم يتم التوصل إلى حل سلمى لهذه الأزمة القائمة منذ مارس 2011».
وفى وقت سابق، اتهم محققو الأممالمتحدة نظام الأسد (من الطائفة العلوية) بتشكيل لجان شعبية مسلحة متورطة فى ارتكاب مجازر ذات طابع طائفى بحق السنة المعارضين له، مشددين على ضرورة إحالة الملف السورى إلى مجلس الأمن الدولى والمحكمة الجنائية الدولسية.
وكذلك اتهم المحققون مسلحين فى المعارضة، ولاسيما «جبهة النصرة»، بالخطف والقتل العمد. وأدرجت الولاياتالمتحدة هذه الجبهة الإسلامية ضمن قائمتها لما تعتبرها جماعات إرهابية، محذرة من وصول أسلحة متطورة إلى أيدى مقاتليها.
وحتى الآن سقط فى سوريا أكثر من 70 ألف قتيل، بحسب الأممالمتحدة، فضلا عن ملايين النازحين فى الداخل، وأكثر من مليون لاجئ إلى الخارج، معظمهم فى دول الجوار، ولا سيما لبنان والأردن وتركيا.
إلى ذلك، أعلنت الأممالمتحدة إيقاف الدوريات الليلية التى تقوم بها قوة مراقبة خط فض الاشتباك فى هضبة الجولان المحتلة. وبحسب المتحدث باسم المنظمة الدولية مارتن نيسيركى، تأتى هذه الخطوة ضمن عملية إعادة نظر متأنية جدا تقوم بها المنظمة فيما يخص أمن مراقبيها المنتشرين فى الهضبة.
وخلال الأسبوع الماضى تعرض عدد من المراقبين الدوليين فى الجولان لإطلاق نار، بعد استهداف موقع لهم عقب الإفراج عن المراقبين الفلبينيين الذين احتجزهم مقاتلون معارضون للنظام السورى. وكان مسلحون معارضون قد احتجزوا عناصر من قوة حفظ السلام الأربعاء الماضى أثناء قيامهم بمهام روتينية فى الجولان، حيث يراقبون خط وقف إطلاق النار فى حرب عام 1967.