قال مدير المعهد القومي للكبد، رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، الدكتور وحيد دوس: "إن المعهد انتهى من إنشاء وحدة متخصصة لزراعة الكبد، على أن تُجرى أول جراحة بها نهاية إبريل المقبل بتكلفة تبلغ 150 ألف جنيه، بدلا من السعر الحالي الذي يتراوح بين 250 و300 ألف جنيه". وأكد دوس، ل«الشروق» على هامش المؤتمر الصحفى، الذي عقد لإعلان المنصورة مدينة خالية من فيروس «سي» أمس الاثنين، أنه سيتم اختيار المرضى لإجراء جراحة زراعة الكبد، وفقًا لقوائم انتظار محددة للحالة المرضية للشخص.
وأوضح أنه يُجرى في مصر سنويًا 150 جراحة، تتحمل الدولة، 75 ألف جنيه من تكلفتها من خلال الهيئة العامة للتأمين الصحى، والمبلغ المتبقى على المريض، وبعض الجمعيات الأهلية التي تعمل فى هذا المجال.
وأشار دوس، إلى إطلاق مبادرة جديدة لعلاج الأطفال غير القادرين المصابين بالالتهاب الكبدى الفيروسى «سى» في المنصورة، بالإضافة إلى توفير العلاج اللازم لمجموعة من المصابين، بالشراكة مع إحدى الشركات العاملة فى مجال الدواء، وأكد أن المرحلة الأولى من الحملة لا تقتصر على شريحة الأطفال فقط، كونهم الأكثر تعرضًا للإصابة بالمرض، لكن وفقًا للبحوث العلمية فإن فاعلية العلاج عند الاكتشاف المبكر للمرض فى هذه المرحلة العمرية إلى 60% من المصابين، وترتفع نسبة الاستجابة الإيجابية للعلاج.
وأوضح أن مصر تتصدر دول العالم فى الإصابة بفيروس «سي»، حيث يحمل قرابة 10% من المواطنين المرض، بواقع 9 ملايين مصاب، وكشف عن أن ميزانية علاج الكبد المخصصة من قبل وزارة الصحة والسكان تقدر ب500 مليون جنيه تنفق على صرف عقار الإنترفيرون وزرع الكبد والوقاية من الفيروسات الكبدية، وهذا المبلغ يعادل 20% من ميزانية العلاج على نفقة الدولة فى مصر.
وتابع: «سعر الإنترفيرون فى مصر عشر سعره فى الخارج، واستطعنا الوصول إلى هذا السعر لارتفاع نسب الإصابة فى مصر»، مشيرًا إلى أن الدولة عالجت 50 ألف مريض خلال 2012.
من جانبها، قالت د. منال حمدي السيد، أستاذ طب الأطفال بجامعة عين شمس، «على الرغم من أن آخر مسح أجرى عبر وزارة الصحة عام 2009، أظهر أن نسبة الإصابة بالمرض بين الأطفال وصلت إلى 3 فى الألف من إجمالى أطفال مصر، إلا أننا فوجئنا بالنتائج التى توصلت لها بعض الدراسات بعد هذا التاريخ، خاصة بالمناطق العشوائية، بوصول النسبة إلى 1.5%، أى إنها تضاعفت بشكل مخيف.
وأشارت إلى أن محافظات الدلتا تمثل أكثر من 28.4% من إجمالى نسبة الإصابة بهذا المرض، وشددت على ضرورة ضم الأطفال من سن 3 إلى 15 سنة إلى المسح القومى الجديد للوزارة، للحصول على نتائج أكثر إفادة، بعد أن أظهر المسح السابق أن النسبة من سن 15 إلى 19 سنة قد تصل إلى 3%.