أفاد العلماء ظهور أول سلالات من فيروس (إتش1 إن1) المسبب لإنفلونزا الخنازير الذى يبدى القدرة على مقاومة عقار «التاميفلو»، وهو العقار الأساسى الذى يستخدم فى مقاومة انتشار المرض الوبائى. وقالت شركة «روش هولدنج» المنتجة لعقار «التاميفلو» إن مريضا فى الدنمارك مصاب بالفيروس قد أبدى مقاومة للاستجابة للدواء المضاد للفيروس. بحسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية (بى. بى. سى) على الإنترنت أمس. مدير الشركة ديفيد ريدى قال: إنه «لم يكن مستبعدا حدوث ذلك إذا ما أخذنا فى الاعتبار أن الإنفلونزا العادية يمكن أن تقاوم المضادات». وجاءت هذه الأنباء مع وفاة طفلة ثالثة فى بريطانيا أصيبت بالفيروس. وقال الأطباء الذين كانوا يعالجونها فى مستشفى برمنجهام إنها كانت تعانى من أمراض أخرى. وليس معروفا ما إذا كانت قد توفيت بسبب إصابتها بإنفلونزا الخنازير. هذه الحالة الأولى لمقاومة العقار للفيروس حدثت مع مريض كان يتعاطى عقار التاميفلو. ويخشى الأطباء أنه فى حالة ثبوت مقاومة الدواء للفيروس فقد يؤدى إلى وقف استخدام هذا الدواء. ويستخدم الأطباء عقار التاميفلو لوقف انتشار فيروس (إتش1 إن1) وسط التجمعات السكنية. وفى حالة تناول هذا الدواء فى وقت مبكر من الإصابة فإنه يخفف من الأعراض، كما يقلص من فرص انتقاله إلى أشخاص آخرين. ويستخدم الأطباء أيضا عقارا آخر هو «زامافير» المضاد للفيروسات فى معالجة حالات إنفلونزا الخنازير. وتعليقا على هذه الأنباء قال الدكتور زهير حلاج المستشار الخاص لمكافحة الأمراض المعدية بمنظمة الصحة العالمية: إن «ظهور سلالات مقاومة للمضادات من فيروس (إتش1 إن1) كان متوقعا من قبل منظمة الصحة العالمية، شأنه فى ذلك شأن كل الفيروسات». وأضاف حلاج فى تصريح خاص ل«الشروق» بأن «الاستخدام العشوائى لعقار التاميفلو سيزيد من خطورة انتشار هذه السلالة الجديدة المقاومة للمضادات.. وهو ما حذرت منه منظمة الصحة العالمية مرارا.. وما زلنا ندعو المواطنين فى كل البلدان من عدم تناول أقراص التاميفلو إلا فى الحالات الحرجة التى تقررها السلطات الصحية فى البلدان.. لأن تناوله بعشوائية قد يؤدى لحصول مناعة ضد هذا العقار، وهو ما بدأ فى الظهور فعلا». ولفت إلى أنه من السابق لأوانه القول بأن «السلالة المقاومة للمضادات من فيروس إنفلونزا الخنازير سوف تنتشر حول العالم.. الأمر لا يزال قيد الدراسة.. ونتمنى الانتهاء من إنتاج المصل الواقى من المرض، بحلول أكتوبر المقبل قبل الموجة الثانية من الفيروس».