أعلنت محافظة بورسعيد، دخولها في حالة من العصيان المدني، منذ قرابة الأسبوع، وازدادت حدة التظاهرات بالمحافظة احتجاجا على عدم تنفيذ مطالبهم، المتمثلة في استمرار تجاهل مؤسسة للاعتراف بشهداء ومصابي أحداث بورسعيد، ولطلب اعتذار رسمي عما صدر من إهانة لشعب بورسعيد نتج عنه سقوط عشرات القتلى والمصابين. البدري فرغلي، ذو ال65 عاما وأحد نشطاء المقاومة الشعبية المسلحة في بورسعيد بعد نكسة يونيو (1967) يحكي ل"بوابة للشروق" عن وضع أهالي بورسعيد، خلال هذه الأحداث المتتابعة التي تشهدها المحافظة.
بدأ حديثه معنا قائلا: "أنا مواطن من بورسعيد أجلس بين أهلي وأقوم بدوري ومشاركتهم في النموذج الجديد والفريد والذي يقدمه شعب بورسعيد الباسل في مواجهة جماعة الإخوان المسلمين تلك "الفاشية"، والتي تريد أن تستكمل مشروع مبارك في إفقار الشعب المصري متحدية كل المصريين حتى لو اعتصم ال90 مليون مواطن، لأن الجماعة أصيبت بالغرور بعد أن استبدت بحكم البلاد.
كيف ترى العصيان المدني ودعوات الانفصال عن حكم الإخوان؟
عند استيلاء تلك الجماعة على الحكم أرى أن بورسعيد التي صمدت في وجه الاحتلال الصهيوني والاستعمار البريطاني وأبدعت في تحركات المقاومة فإنها لا زالت تقدم أروع النماذج الإبداعية للشعب المصري حتى يحذوا حذوها في مقاومة الاستبداد والظلم، لأن الجماعة التي لا تعرف كلمة ديمقراطية، تريد أن تقول لشعب بورسعيد إن الوقت سوف ينهي كل شيء وأنا ماضية في طريق دون النظر إلى حزن وآلام الناس ومشاكلهم للمطالبة بالقصاص لحق شهدائنا الأبرار.
بماذا تفسر الوضع الحالي الذي آلت له محافظة بورسعيد؟
كما قلت إن الجماعة ومن تبعها يحسبون أن شعب بورسعيد سوف يمل مع الوقت، ولكن أنا متأكد أن مدينة بورسعيد لا تعرف إلا النصر ننتصر أو نموت وبورسعيد مدينة لا تعرف الموت فنحن قادرون على تدبير هذا العصيان والتصدي لشائعات الإخوان وكذبهم.
من يقود العصيان المدني ببورسعيد؟
من يقود العصيان هم الشباب في كل بورسعيد وهو القائد والمدبر لكل شيء، فالشباب الذي لا ينتمي لأي من القوى السياسية ولا الأحزاب يقفون اليوم للدفاع عن حقوق زملائهم وأصدقائهم في الحي والشارع والعمل فالمدينة التي يسكنها 700 ألف فرد فقدت 43 شهيدا و700 مصاب كلهم من أبناء بورسعيد والكل كان يعرفهم فلا يوجد شارع أو حارة إلا وفقدت شاب من شبابها هذا الشباب القادم لا يعرف الخضوع ولا الرجوع.
أين العمال في العصيان المدني وكيف يشاركون؟
العمال في بورسعيد هم الآن يتولون القيادة داخل المدينة وينظمون المسيرات والوقفات الاحتجاجية في كل مكان، فشركات الرباط والحبال وعمال هيئة القناة والتوكيلات البحرية وهيئة الاستثمار يقودون أقوى المظاهرات في تاريخ المدينة للقضاء على هذا العدوان، والذي لم نر مثله في التاريخ بعد أن استهان بشهدائنا وقام بإلقاء قنابل الغاز أثناء تشييع جثامينهم، مضيفا "شهداؤنا نحتسبهم عند الله وليس عند الرئيس محمد مرسي ومستشاريه لأن الشهادة حق من حقوق الله فقط وليس عند مرسي ورجاله".
أين النقابات العمالية؟
أبناء بورسعيد قدموا النماذج قبل أن نسمع هذه الكلمة، فهذه النقابات التابعة لمركزها في القاهرة لأنها تسمع تنصت لما يأتيها من القاهرة أما نحن في بورسعيد فلن نسمع لهذه الأصوات القادمة لنا فنحن لن نلتزم بهذه الأقاويل القادمة لنا من القاهرة بورسعيد، لأن تعمل على تحرير نفسها وتحرير القاهرة بهذا العصيان.