طالب الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بوجه بحرى وسيناء، بإصدار تشريع عاجل لحماية المساجد الأثرية الخاضعة لوزارة الأوقاف، ونقل تبعيتها لوزارة الآثار المسئولة بالفعل عن ترميم وصيانة هذه المساجد رغم تبعيتها للأوقاف. وقال ريحان: إنه «نظرا لتعدد سرقات المساجد الأثرية الخاضعة للأوقاف، وأحدثها سرقة الحشوات الأثرية المصنوعة من العاج والأبنوس من منبر مسجد قايتباى الأثرى بقرافة المماليك، الذى أنشأه الملك الأشرف أبو النصر قايتباى عام 877 -879 ه 1472-1474م، أتقدم باقتراح لمعالجة سرقات المساجد الأثرية بشكل جذرى، وذلك بتشريع عاجل لنقل صيغة ملكية خاصة لجميع المساجد الأثرية الخاضعة للأوقاف لوزارة الدولة لشئون الآثار، لتكون مسئولة عن تأمينها بشكل كامل، خصوصًا وأن الآثار مسئولة عن صيانة وترميم هذه المساجد بشكل كامل، لذا فلا يوجد مانع من نقل ملكيتها بالكامل للآثار بتشريع خاص على أن تكون الأوقاف مسئولة عن الجانب الدينى فقط من الدعوة وإقامة الشعائر.
واعتبر أن سبب السرقات المتعددة للمساجد الأثرية الخاضعة للأوقاف هو عدم خضوعها بشكل كامل للآثار، حيث تشترك الأوقاف مع الآثار فى الإشراف على المساجد الأثرية مما يحدث خللا فى تحديد المسئولية عن تأمين المواقع ..موضحًا أن المساجد الأثرية التى تخضع لوزارة الأوقاف يتم الإشراف عليها والمتابعة والمرور اليومى من خلال مفتشى آثار على درجة عالية من الكفاءة والعلم حتى مواعيد العمل الرسمية التى تنتهى من الرابعة للخامسة مساءًا، بعدها تتحمل الأوقاف مسئولية حراستها، أما بقية المواقع الأثرية الخاضعة للآثار بشكل كامل فتكون مسئولية تأمينها على عاتق الآثار وشرطة السياحة والآثار على مدى 24 ساعة، مما يحدد المسئولية والتأمين بشكل قاطع.
وقال ريحان إن المساجد الأثرية تحوى تحفًا معمارية وفنية تجسدت فيها روعة العمارة والفنون الإسلامية ومنابر خشبية رائعة وغيرها تعرضت أجزاء منها للسرقة منذ عام 2007، ومنها سرقة أجزاء من المنبر الأثرى بمسجد منجك اليوسفى بحى الخليفة التابع لوزارة الأوقاف، والذى يعود للعصر المملوكى وبنى عام 1349ه. ومما ينضاف لذلك سرقات بمنطقة الدرب الأحمر استهدفت مساجد ومنابر أثرية نادرة منها منبر مسجد الطنبغا المردانى ، الذى يعد أحد أقدم أربعة منابر فى مصر، كما سرق المنبر الأثرى لجامع البهلوان الذى يعد من الآثار القليلة الباقية المعبرة عن عصر دولة المماليك الجراكسة، وسرق شباك أثرى من الشبابيك الثلاثة النحاسية الأثرية المطعمة بالتحف والأرابيسك المعشوق من سبيل رقية دودو، وامتدت السرقات إلى الجامع الأزرق فى شارع باب الوزير بمنطقة الدرب الأحمر التى سرقت منها لوحة رخامية مساحتها 45 سم طولا و30سم عرضا تقع بجانب محراب المسجد .
وتابع: «كما تم سرقة أحد المنابر الأثرية من مسجد الفكهانى الأثرى بمنطقة الغورية والذى يعود تاريخ بنائه إلى عصر الظاهر بيبرس أحد سلاطين دولة المماليك».
وأشار الباحث المصرى إلى أن معظم السرقات تتم ليلا بعد انصراف الأثريين عقب انتهاء ساعات العمل الرسمية، ليقوم حراس الأوقاف بحراسة كنوز أثرية لا تقدر بثمن من منابر خشبية وأبواب وكراسى المصحف ودكك المقرئين وتحف فنية لا يعرف قيمتها إلا متخصص فى الآثار الإسلامية.. محذرا من أنه مع استمرار الوضع الراهن من تداخل عملية التأمين سيستمر نزيف سرقات المساجد الأثرية الخاضعة للأوقاف.