«لا يمثل تنظيم القاعدة عائقا أمام تحقيق أهداف الثورة؛ فالتنظيم ناشط فى اليمن منذ الثمانينيات، حتى بات مرضا مزمنا تماما كالفساد والفقر».. هكذا لخص الباحث اليمنى فى الحركات الإسلامية، نبيل البكيرى، ل«الشروق» الحجم الحقيقى ل«قاعدة اليمن». البكيرى مضى قائلا إن «القاعدة ليست إشكالية أمام الثورة، بل أمام الدولة فوجود التنظيم يعود أساسا إلى تراجع هيبة الدولة وعدم بسط نفوذها على أراضيها، حيث يتمركز فى بؤر تضاريسية صعبة».
وأشار إلى أن «القاعدة تنظيم يمنى الأصل، فمؤسسه أسامة بن لادن يمنى الأصل سعودى الجنسية، وقد شارك يمنيون كثر فى القتال ضد الاتحاد السوفيتى ثم الولاياتالمتحدة فى أفغانستان، وعندما توحد اليمن على يد الحزب الاشتراكى ذى المرجعية الشيوعية، نشط التنظيم على أمل إعلان اليمن دولة إسلامية».
وتابع «فى أواخر التسعينيات حدث اندماج بين تنظيم بن لادن وتنظيم أيمن الظواهرى (الجهاد) فى أفغانستان، وبدأ التنظيم ينفذ ما اسماها غزوات جهادية داخل اليمن، وتمركز فى الجنوب، وتحديدا فى المناطق القبيلة، ثم انحسر تواجده فى المناطق الغنية المأهولة بالسكان».
وشدد البكيرى على أن «القاعدة فى اليمن تنظيمان، الأول حقيقى حجمه ضئيل لا يتعدى عدد أعضائه الآلفين، وآخر وهمى من صنيعة الرئيس اليمنى السابق عبدالله صالح والمخابرات الإيرانية والسعودية والأمريكية».
وأوضح أن «اليمن ساحة تتنافس فيها إيران، الساعية إلى التواجد فكريا وعقائديا من خلال تمكين الحوثيين الانفصاليين (شيعة)، والولاياتالمتحدة، الراغبة فى السيطرة على مضيق باب المندب، الذى يمر عبره يوميا أكثر من ثلاثة ملايين برميل نفط.. أما صالح فاستخدم القاعدة كفزاعة للغرب وذريعة للممارسة نظامه القمع والإرهاب فى الداخل». وختم بأن «هذه الحقيقة هى ما تفسر حمل تنظيم القاعدة، ذى الفكر الوهابى، لسلاح روسى، يحصل عليه من إيران، أو سلاح أمريكى يأتى عبر الصومال».