منذ زمن بعيد يحلم اليمنيون بعودة الحال فى بلدهم ليعبر فعليا عن أحد أسمائه القديمة (اليمن السعيد)، وهو الحلم الذى راودهم بشدة فى ساحات الحرية، وهم يطالبون بإنهاء 33 عاما من حكم الرئيس على عبدالله صالح. وبالفعل تحقق لهم ما أرادوا، فرحل الرئيس، لكن بقى الحال كما هو، وفقا لشباب الثورة، فصالح وأركان نظامه السابق محميون بحصانة كاملة أقرتها «المبادرة الخليجية»، وأنصاره مهيمنون على الكثير من مفاصل الدولة، والفساد مستشر، والديمقراطية ما زالت غائبة، والاقتصاد يحتضر، وملفات الحوثيين شمالا، والقاعدة والحراك جنوبا، لا تزال بلا حل.
وكلها أوضاع تجعل «اليمن السعيد مازال بعيدا»، وهو ما دفع الشباب إلى الدعوة لاحتجاجات حاشدة. الجارى فى الذكرى السنوية الثانية للثورة اليوم 11 فبراير، لاستكمال أهداف ثورة يبدو أنها لم تحقق من أهدافها سوى إجبار صالح على الرحيل، وحتى هذا الرحيل جاء «بشروط وضعت الثورة فى الأسر».