رصدت بعض وسائل الإعلام الأمريكية الصادرة اليوم الثلاثاء، أحدث المستجدات في المشهد السوري، وتناولت أصداء الحرب الدائرة هناك على إسرائيل، التي اعتبرتها تراقب الوضع عن كثب، في الوقت ذاته أشارت إلى تجديد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، معاذ الخطيب، لدعوته بإجراء محادثات مشروطة مع الحكومة السورية، وما تعكسه من إحباط المعارضة. رأت صحيفة " نيويورك تايمز" الأمريكية، أن سوريا تُعد بمثابة لغز أمام إسرائيل، فبالرغم من أن الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد سيحرم إيران من حليفها العربي الوحيد، ومن ثم تنقطع الاتصالات الإيرانية مع حزب الله اللبناني، ما يصب في صالح إسرائيل، إلا إن إسرائيل لن تسعد بانتشار الفوضى في سوريا ما بعد الأسد، والتي ستؤدي إلى سقوط الأسلحة في يد الجماعات المنتمية لتنظيم القاعدة.
وذكرت الصحيفة، في تقرير لها أوردته على موقعها الإلكتروني، أنه كان من المثير للاهتمام حديث وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك عن ضرورة تنحي الأسد في أقرب وقت، معتبرًا أن ما من خيار في هذه المرحلة، يمكنه إخراج سوريا من انهيارها، سيتم دون المخاطرة بشيء هام.
وقالت: "إن قيام إسرائيل مؤخرًا باستهداف شحنة أسلحة سورية مضادة للطائرات، ومركزًا للبحوث العلمية، لم ينتج عنه رد فوري من جانب الأسد سوى تذمر جاء متأخرًا، رغم أن هذا الأمر ساهم في زعزعة استقرار سوريا، وأثار تساؤلا حول ما إذا كان سيرد الأسد بقوة على استعمال الغرب القوة ضده"، مشيرة إلى أن الإجابة على هذا التساؤل ربما تكون بالنفي.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أنه رغم تقديم الانتفاضة السورية، التي استمرت لأكثر من 22 شهرًا صورة "كئيبة"، تجلت في حديث الأخضر الإبراهيمي، المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا، عن رؤيته لمدن في سوريا تشبه برلين في عام 1945، بجانب حديثه عن مقتل ما يقرب من 60 ألف مواطن، ونزوح 700 ألف آخرين في عدد قابل للزيادة، خلال الأشهر القادمة، لا يزال المجتمع الدولي منقسمًا حيال ما يمكن اتخاذه بشأن سوريا.
وذكرت "نيويورك تايمز" أنه نظرًا لتنوع الأعراق والمعتقدات في سوريا، فإن الحل العسكري ليس مرغوبًا فيه حتى الآن، لذلك فإن سوريا بحاجة إلى تسوية سلمية، مؤكدة أن هذا الأمر لا يعني التخلي عن العمل العسكري، الذي من شأنه التوصل إلى النتيجة السياسية المرجوة، على أن يتم ذلك من خلال تعزيز القدرات العسكرية للمعارضة السورية، والتعجيل بوتيرة رحيل الأسد لميلاد سوريا جديدة.
واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها بالقول "إن الأسد وطائفة العلويين لن يرحلوا من دون أن يميل ميزان القوى بشكل حاسم ضده"، مشيرة إلى حقيقة رغبة الإدارة الأمريكية في تجنب الانخراط في نزاع شرق أوسطي جديد على نحو دفع الرئيس الأمريكي باراك أوباما لرفض محاولة وزيرة خارجيته السابقة، هيلاري كلينتون، لتدريب وتسليح مجموعات مختارة من المعارضة السورية. بدورها، اعتبرت مجلة "تايم" أن تجديد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، معاذ الخطيب، لدعوته بإجراء محادثات مشروطة مع الحكومة السورية، يمثل تحولا عن إصرار المعارضة السورية بضرورة رحيل الأسد قبل الدخول في أي محادثات، ما أثار حفيظة عدد من قرنائه، الذين اتهموه بالتصرف بشكل أحادي الجانب.
ورأت المجلة، في تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني، أن دعوة الخطيب تعكس في حقيقة الأمر إدراك عدد من زعماء المعارضة بأن النصر على الأسد بات أمرًا من غير المرجح تحقيقه قريبًا، لاسيما مع تزايد خيبة أملهم في المجتمع الدولي، الذي فشل إلى حد كبير في وقف اراقة الدماء، ورفض التدخل عسكريًا للمساعدة في إسقاط الأسد.
وأشارت المجلة الأمريكية إلى تصريح الخطيب برغبته في إجراء هذه المحادثات في مصر أو تونس أو تركيا، في حال ساعد هذا الأمر على وقف إراقة الدماء، مشترطًا قيام النظام السوري بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وتجديد جوازات سفر النشطاء المغتربين في الخارج.
ورجحت "تايم"، أن يرفض النظام السوري، الذي يصر على بقاء الأسد على الأقل حتى انتهاء فترة رئاسته في منتصف العام القادم، هذه الشروط.