أكد الشاعر "أحمد الشهاوي" أن المتتبع لأعمال الشاعرة السورية "لينا الطيبي" يكتشف أنها جميعاً تحيل إلى الصفر، وليس فقط ديوانها الأحدث "مقسومة على صفر" الذي وشى عنوانه بهذه النتيجة. وقال في الندوة التي عقدتها مجلة الشعر لمناقشة الديوان الأخير للطيبي، وشارك به مجموعة كبيرة من شعراء قصيدة النثر والنقاد، إن "شمس في خزانة، صورة شخصية، هنا تعيش لينا الطيبي , وأهز الحياة" وهي عناوين الدواوين السابقة للشاعرة تحيل جميعها إلى نفس المعنى الإنساني ( صفر)، موضحاً أن الشاعرة تقيم تواصلاً مع تجاربها الإبداعية السابقة. واعتبر الشهاوي "لينا الطيبي" أول شاعرة عربية تتكيء على التفاصيل الخاصة والمنمنمات البيتوتية، كأدوات المنزل والوسائد والأبواب والستائر في إبداعها، معقباً على كلام الأديب الناقد سيد الوكيل الذي كشف عن هذه السمة في شعر الطيبي، موضحاً أنها نفس التيمة التي ارتبطت بالإبداعات السردية النسوية لكاتبات الخليج. كما اختلف الشهاوي مع الوكيل في انتقاده لآلية التشكيل اللغوي البصري عبر المضاف والمضاف إليه، التي اعتبرها الأخير تيمةً مستهلكة لدى شعراء السبعينيات، الأمر الذي اعتبره الشهاوي نسبياً حسب طريقة استخدام كل شاعرٍ لتلك الآلية وأثرها في شعره، موضحاً أن الشاعرين صلاح عبد الصبور و أدونيس كانا أكثر الشعراء استخداماً لتلك الأداة. الوكيل أكد أن أكثر من مستوىً للخطاب الشعري جمعها الديوان الأخير للشاعرة لينا الطيبي، تنوعت مابين الغنائي والسردي والمشهدي والرمزي وكذلك المستوى الإيقاعي، مشيراً إلى كون ذلك دليلاً على ثراء أي نص أدبي. ولفت الناقد إلى الحضور القوي والمتفاعل للذات الشاعرة خصوصاً في القسم الأول من الديوان، موضحاً أنها جسارة لم تكن تملكها الذات الشعرية العربية فيما مضى. كما لفت للحضور القوي للأشياء وأنسنتها عبر الديوان، ماقد يفيد في قراءةٍ نسويةٍ لديوان"مقسومة على الصفر" موضوع المناقشة، كما يلمح هذا الحضور إلى حس نسوي يرقص على تخوم الإيروتيكية، دون أن ينغمس فيها. الناقد العراقي "خضير مري" قال إن الشاعرة تعبرعن فكرتها من خلال البحث عن أبسط وأدق عبارة أو لفظة، لذا تأتي طاقة الكتابة قريبةً من الكلام العادي، مشيراً إلى أنها تعيد الاعتبار لما وصفه بالنثر البريء الذي يذهب إليه القاريء بمزيدٍ من الحساسية الخاصة، ودون وساطات لغوية. وأوضح "مري" أن نصوص الديوان تصدر عن ذات تحاول تشكيل علاقاتٍ غير محسومة مع عناصر في الفضاء والطبيعة والذات، بحساسية طفولية ومرضية أحياناً، فيما يسمى بالتقاط الهشاشة من العالم. أما الشاعرة الكبيرة "فاطمة قنديل" فرأت في هذا الديوان لينا الطيبي بوصفها ذاتاً تتأمل نفسها عبر رحلة كتابتها، وأنه رحلة لكاتبته مع مجموعة من النصوص التي احتفت بالمكان، ومحاولة لإعادة تأسيس ذات جديدة من خلال النص. وكان الناقد الشاب "شوكت المصري" قد ذكر في مداخلته عن الديوان، أن لينا الطيبي تكتب في حالةٍ تعلي فيها من قيمة مشاعرها على العالم، وأنها استطاعت توظيف الرمز. وكذا الخطاب الصوفي في نصوصها، خصوصاً أعمال "النفري"، كما لفت إلى قدرتها على الإفلات من الحضور الطاغي للشاعر "محمود درويش"، وأن تكتب نثراً، في مقابل إيقاعيته (درويش).