ذكرت تقارير صحيفة جزائرية، أن القوات الفرنسية التي تقود العمليات العسكرية في إقليم أزواد بشمال مالي ضد العناصر المسلحة هناك، طلبت مساعدة الجزائر في تصفية أمراء تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والمنتشرين في مالي. ونقلت صحيفة «الخبر»الجزائرية الصادرة اليوم الثلاثاء، عن مصدر أمني قوله "إن أجهزة الأمن الفرنسية طلبت عبر قنوات اتصال رسمية مساعدة الأمن الجزائري للحصول على بعض المعلومات الدقيقة والحيوية، التي تتعلق بأمراء التنظيمات الجهادية في شمال مالي".
وأضاف المصدر "أن هناك 200 عنصر من أعضاء القاعدة يعيشون بين صفوف المسلحين في شمال مالي"، مؤكدا أن نجاح المرحلة الثانية من العمليات الحربية الفرنسية والإفريقية في شمال مالي أصبح يعتمد على تعاون الجانب الجزائري.
وأوضح المصدر، أن المرحلة الثانية التي أمر الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند بإطلاقها أثناء زيارته لمالي، يوم السبت الماضي، تتضمن تعقب أمراء الجماعات المسلحة وتدمير بنيتهم التحتية وتدمير أكبر قدر ممكن من الأسلحة الليبية المتطورة الموجودة لدى أعضاء القاعدة والملثمين والتوحيد والجهاد وأنصار الدين كما تتضمن المرحلة الثانية الاعتماد على الغارات الجوية الدقيقة والمركزة التي تستهدف تجمعات الإرهابيين وقياداتهم وعلى عمليات خاصة تنفذها قوات متخصصة في تعقب "الأهداف الثمينة''.
وفي سياق متصل، نقلت الصحيفة عن مصادر أمنية جزائرية قولها "إن عناصر الجماعات الإسلامية المسلحة الذين يتعرضون للضغط من طرف القوات الفرنسية في مدينة كيدال شمال مالي، انسحبت باتجاه جبال "إيفوغاس" غير البعيدة عن الحدود الجزائرية، وأنها تشكل آخر ملجأ لهم.
ورجحت المصادر أن يكون الدبلوماسيون الجزائريون الثلاثة المحتجزون منذ شهر إبريل الماضي في هذا المكان، مشيرة إلى أن الجيش الجزائري نشر قوات إضافية على الحدود مع مالي منذ فتح الأجواء للطيران الفرنسي، تحسبا للمواجهة مع الإرهابيين.
كانت منطقة تيساليت الواقعة على بعد 200 كم شمال كيدال هدفا الليلة قبل الماضية لغارات جوية كثيفة بحسب المتحدث باسم هيئة أركان الجيوش الفرنسية العقيد تيري بوركارو، الذي أوضح أن عمليات القصف على شمال كيدال بمنطقة تيساليت التي تبعد سبعين كم عن الجزائر استهدفت مستودعات لوجيستية، ومراكز تدريب المقاتلين الإسلاميين الموالين لتنظيم القاعدة بعد ثلاثة أسابيع من بداية التدخل العسكري الفرنسي.
وهذه المنطقة الشاسعة من الجبال والمغارات في محيط كيدال، هي المنطقة التي لجأ إليها، بحسب خبراء ومصادر أمنية إقليمية، قسم كبير من قادة ومقاتلي المجموعات الإسلامية، ضمنهم الجزائري أبو زيد، أحد قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وإياد غالي، قائد جماعة أنصار الدين وهو من الطوارق الماليين سابقا خلال التسعينات .