أثارت حملة «لا لغلاء الأسعار» التي دشنها حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في عدد من المناطق الفقيرة والقرى، انتقادات واسعة من قبل أهالي تلك المناطق. في البداية، قال محمد فتحي، من سكان منطقة التجمع الأول بالقاهرة الجديدة: "إن حزب الحرية والعدالة يتناسى أنه الحزب الحاكم وأنه قادر على ضبط الأسعار وفرض الرقابة عليها وفي غنى عن تنظيم حملات لبيع السلع بأسعار أقل من الأسواق".
من جانبة، قال عبد الرحمن أبو هيبة، من سكان منطقة بولاق أبو العلا: "إن الإخوان دائما يريدون الفقراء محتاجين لهم ولمساعدتهم عن طريق رفع الأسعار وعدم توفير فرص عمل وتدني الأجور وغيرها من مشاكل تكوي المواطن البسيط فيظل دوما في حاجة لصدقاتهم"، متسائلا: "إذا كانوا حقا يريدون إشباع الفقير لماذا لا يغيرون من سياسات الدولة ليضعوا حد أدنى للأجور ورقابة على الأسعار وغيرها من إجراءات ترفع الأعباء عن كاهل المواطن البسيط". وأكد عبد الرحمان "أن الغرض من هذه الحملات هو الدعاية الانتخابية وإجهاض ثورة الفقراء على سياسات الجماعه التي لم تختلف كثيرا عن سياسات الحزب الوطني المنحل".
من جانبه، قال محمد عيد، عضو بحزب الحرية والعدالة، ومنسق حملة «لا لغلاء الأسعار» بقرية طحانوب مركز شبين القناطر قليوبية: "إن علينا دورا اتجاه المواطنين الذين نحن منهم ونعاني مثلهم من غلاء الأسعار؛ لذا آثرنا عمل حملة دورية وشبه دائمة ترتبط بالمواسم والأعياد للتخفيف عن كاهل المواطنين، فنظمنا حملة "لا لغلاء الأسعار" نتحدى فيها جشع التجار، ورغبتهم الدائمة في المكاسب السهلة والسريعة والكبيرة في آن". وأضاف، أننا مثلا أقمنا منذ يومين بمناسبة المولد النبوي الشريف، شادرا لبيع اللحوم، بسعر مخفض على المواطن البسيط، فاللحوم تباع لدى التجار ب60 وب65 جنيها، نبيعها نحن ب42 جنيها؛ أي بفارق 15 جنيها أو 20 جنيها في السعر، المواطن الفقير أحق بهم، يستطيع أن يشتري بهم الخضار اللازم للطعام.
وحينما سئل عن ارتباط هذه الأسواق والحملات بالانتخابات أو الاستفتاءات التي يخوضها الحرية والعدالة، أجاب بنهم ينظمونها بشكل دوري، ولا علاقة لها بالانتخابات، ولا مانع أن يكون النفع في صالح الجماعة ما داموا يفعلون ذلك ابتغاء مرضات الله. ومن جهة أخرى، وفي حوارنا مع أحد المواطنين الفقراء بالقرية، قال: "الإخوان يفعلون كل ذلك لأجل مصالحهم، ولأجل تحسين صورتهم بعد كل الأخطاء التي وقعوا فيه في الماضي، ولأنهم يهدفون لمجلس الشعب القادم، ضاربا المثل القائل "إن كان لك عند الكلب حاجة قوله يا سيدي" وهذه طريقة تعاملهم معنا ونظرتهم لنا".
وأضاف، أننا نشهد نشاطهم المتزايد ومحاولة رشوتهم لنا، على حد قوله، لكي ينالوا الأصوات في مجلس الشعب، وأيضا يستغلون أمية أهل القرية في توجيههم والضحك عليهم باسم الدين.
مشيرًا إلى أن ما يهمنا هو أن نحصل على السلع بأسعار رخيصة حتى لو كانت لفترة مؤقتة، المهم أن نستفيد.
وفي نفس السياق، انتقدت بعض القوى السياسية ممارسات الإخوان بالقرية وكل القرى على مستوى مصر، من محاولات استغلال حاجة الفقراء، والضحك عليهم بهذه "الأسواق الوقتية" على حد قولهم، مناشدين الجميع أن يستفيدوا من هذه الممارسات لكن يجب ألا تؤثر على آرائهم السياسية.