قللت الحكومة الأمريكية، أمس الثلاثاء، من أهمية ما جاء في تقرير لوزارة الخارجية، تم تسريب مضمونه مؤخرًا، ويؤكد أن سوريا استخدمت أسلحة كيميائية في عمليات قمع الانتفاضة المستمرة منذ 22 شهرًا. وذكرت مجلة «فورين بوليسي» الإلكترونية، أنها اطلعت على مضمون برقية لوزارة الخارجية موقعة من دبلوماسيين أمريكيين في تركيا، تجعل فرضية أن تكون قوات الرئيس السوري بشار الأسد استخدمت غازات سامة إمكانية "مقنعة" جدًا.
وأوضحت المجلة، أن واضعي التقرير استندوا إلى مقابلات أجريت مع ناشطين وأطباء وفارين من القوات السورية، معتبرة أن هذه الوثيقة تشكل حتى الآن أكبر جهد يبذله الأمريكيون للتحقيق في اتهامات المعارضة السورية للنظام بهذا الصدد.
غير أن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي تومي فيتور، قلل أمس الثلاثاء، من أهمية التأكيدات الواردة في التقرير، مشيرًا إلى أنه ليس هناك أي دليل بأن سوريا قامت بخطوات جديدة على طريق استخدام أسلحة كيميائية.
وقال: "إن التقارير التي اطلعنا عليها عبر وسائل الإعلام حول حوادث مزعومة تتضمن أسلحة كيميائية في سوريا، لم تكن منسجمة مع قناعتنا حول حقيقة برنامج (هذا البلد) بهذا الصدد".
وتابع المتحدث: إن "الرئيس (باراك) أوباما كان واضحًا للغاية حين أعلن أنه إذا ما ارتكب نظام الرئيس الأسد الخطأ الفادح واستخدم أسلحة كيميائية أو أخل بواجباته القاضية بضمان أمنها، فسوف يتحمل المسؤولية."
وأعلن أوباما، أن استخدام الأسلحة الكيميائية أو فقدان السيطرة على ترسانتها يشكل "خطًا أحمر" يمكن في حال تخطيه أن تتدخل بلاده بشكل أكبر في النزاع.
وأكد مسؤولون أمريكيون، الشهر الماضي، أن دمشق تقوم بتجميع المكونات الكيميائية الضرورية لتجهيز ونشر أسلحة كيميائية، إلا أن النظام السوري تراجع عن هذه الخطط إثر ورود سيل من المقالات حول هذا الموضوع وصدور تحذيرات جدية من واشنطن.
وقتل أكثر من ستين ألف شخص، بحسب أرقام الأممالمتحدة، في النزاع المستمر منذ 22 شهرًا في سوريا.