قال أسامة كمال، محافظ القاهرة، إن مشكلة مثلث ماسبيرو تكمن فى أن هذه الأرض مباعة لشركات سعودية وكويتية، والمحافظة ليس لها أى أملاك بهذه المنطقة، وإنما هى مجرد وسيط لحل المشاكل العالقة بين الأهالى وأصحاب الشركات الخاصة. وأضاف كمال ل«الشروق» أن :"المحافظة تعمل على حصر السكان الذين يقطنون في مساكن آيلة للسقوط،بالإضافة إلى أن هناك مقترحا من هيئة المجتمعات العمرانية، يضم ثلاثة حلول بتوفير شقق سكنية وإعادة تخطيط المنطقة بالكامل مرة أخرى، حيث أن هذه المنطقة تبلغ مساحتها 72 فدانا، وقام الأهالى ببيع مساحات كبيرة منها لشركات سعودية وكويتية، ولا نملك فيها أى مبان أو أراض، وكل ما نملكه فى تلك المنطقة، هى شوارعها فقط التى تتولى المحافظة إدخال وإصلاح المرافق بها، والمساكن الموجودة فى هذه المنطقة متهالكة، وتهدد أرواح سكانها، كما أن المنزل الذى ينهار يتسبب فى تصدع أو انهيار عدد من المنازل المجاورة له؛ لأن جميع المنازل متلاصقة ومتهالكة".
وتابع : "المحافظة تعمل وسيط بين الأهالي والمستثمرين، حيث أن إعادة تخطيط المنطقة وبناء أبراج مناسبة للسكان يتطلب أن تتنازل الشركات عن مساحة من الأراضي التي تمتلكها لكى يكون التخطيط جيدا، خاصة وأن الشركات حصلت على تلك الأرض لإقامة مشروعات عليها، وقامت ببناء أسوار حولها، دون أن تستغلها بسبب وجود منازل مجاوره تعيق تنفيذ تلك المشروعات، والحل أن تساهم الشركات فى حل الأزمة بالتنازل عن مساحات من الأراضي للبناء عليها".
وأكد كمال أن "هناك مقترحا يقضي بأنه في حال الوصول لحل بين الشركات والأهالي، يتم هدم المنازل القديمة، وبناء 64 برجا سكنيا، كل برج مكون من 10 أدوار لتسكين الأهالى ، خاصة وأنهم يرفضون الانتقال لأماكن بعيدة، وهناك بعض السكان يرحبون بذلك بينما البعض الآخر يغالى فى مطالبه، ولابد من الوصول إلى اتفاق بين الأهالي والشركات على بناء أبراج جديدة تناسب المنطقة والمشروعات التى ستقام عليها، لكى تنتهى أزمة انهيار المنازل المتكررة، وتتمكن الشركات من الاستفادة من أراضيها".
من جانبه قال أحمد حمدى، عضو رابطة «لا لتهجير أهالى ماسبيرو»، وأحد أهالى المنطقة، إن المنطقة مساحتها 74 فدانا يسكن بها أكثر من 40 ألف مواطن، قاموا بتوصيل المياه والكهرباء بجهودهم الذاتية وأقاموا مشروعات وورش صغيره ينفقون منها، ولا يوجد مستشفى لعلاج أبناء هذه المنطقة، أو مدرسة قريبة لتعليم أبناءها بجميع مراحلها، بالإضافة لعدم وجود مخبز بلدى واحد لخدمة الأهالى، ومع ذلك فالمنطقة مطمع لمستثمرين مصريين وأجانب، يريدون تحويلها لمنطقة سياحية وبناء فنادق عليها، نظرا لموقعها المميز".
وأضاف حمدى بأن "الشركة الكويتية" اشترت أكثر من 18 فدانا من الأهالي، وشركة "القصبى" السعودية اشترت أكثر من 15 فدانا، وباقي هذه الأرض يملكها الأهالي، أى أن أكثر من نصف مساحة المنطقة مباعة لأجانب، ويرغبون فى تهجير الأهالى لبناء مشروعاتهم عليها، لأنه لا يستطيع بناء مشروع سياحي ضخم وبجواره "خرابات وعشش"، والأهالي يرفضون أن يتم نقلهم لأماكن بعيدة فى آخر منطقة السادس من أكتوبر دون خدمات أو توفير فرص عمل، ويتمسكون بتطوير المنطقة وتعويضهم بطريقة مناسبة، فلا يعقل أن يتم هدم منزل يمتلكه أحد المواطنين ويتكون من أكثر من طابق، وتعويضه بشقة واحدة يسكن بها هو وأولاده".