«عشان أشترى روزمة ورق ودبابيس وكام ظرف، لازم أجيب 3 عروض أسعار لكل فاتورة من 3 جهات مختلفة، البياعين بيضحكوا علينا شوفوا لنا حل». الشكوى تكررت من مديرى المدارس فى مكتب محمد عطية مدير إدارة عابدين التعليمية، بعد بدء تنفيذ قرار وزارة المالية، والذى يتضمن خصم 20 % من كل موارد المدرسة، كمصروفات الطلاب وعائد المجموعات المدرسية، عند توريدها للبنك المركزى. «ما يعود إلى المدرسة لا يكفى دعم الرحلات والصيانة ولوازم التأمين الصحى وغيرها»، كما يقول عطية، «كما لا يعقل أن أقدم 3 عروض أسعار عندما أريد أن أصلح ماسورة أو كسر بسيط قيمة إصلاحه 30 جنيها».
محمد عبدالوهاب مدير إدارة باب الشعرية تغلب على هذه المشكلة بعقد امتحانات موحدة لسنوات النقل فى كل مدارس الادارة فى كل المواد، لأن عددها محدود نسبيا «6 ابتدائى، و7 إعدادى، و4 ثانوى»، وشكل لجنة لطباعة كل الامتحانات، مرة واحدة.
تكليف الموجهين هذا العام بوضع امتحانات نصف العام الدراسى، بدلا من المعلمين الاوائل، سهل تطبيق فكرة الامتحانات الموحدة، وبهذا يصبح شراء الورق والاظرف والاحبار وغيرها، مهمة اللجنة وليس مهمة المدارس، لتسهيل الاجراءات، مع توافر المطبعة فى الادارة. «إحنا إدارة عريقة وكبيرة، وكنا فى دائرة زكريا عزمى، يعنى المشاركة المجتمعية هنا كويسة، ومجالس أمناء المدارس بتساعد فى كل حاجة، وعشان كده ما عندناش مشاكل فى طباعة الامتحانات».
قالها مدحت مصطفى مدير إدارة النزهة التعليمية، وهو يتفاخر بأن أولياء امور المدرسة يتولون الانفاق على كل ما يلزم المدرسة، ولا تستطيع المدرسة توفيره بمواردها المحدودة.
خصم نسبة 20 % من موارد المدرسة، لم يؤثر فقط على توفير موارد للمدرسة لاجراء الاصلاحات وطبع الامتحانات، وتوفير مستلزمات التأمين الصحى وغيرها، لكنه تسبب أيضا فى عزوف الكثير من المعلمين عن المشاركة فى المجموعات المدرسية، كما يقول عطية. يمسك عطية ورقة وقلما يحاول أن يحسب دخل المدرس من المجموعة «يعنى لو ثمن المجموعة فى الثانوى 40 جنيه كان بيدخل جيب المدرس منها 31 جنيه، لأن فيه 9 جنيهات بتروح لاشراف المدرسة والادارة التعليمية، دلوقت لازم نخصم 20% فى الاول، قبل الحسبة دى كلها، وعشان كده المدرسين بتقول لنا ده شغلنا وشقانا وناس تانيه بتستفيد منه».