بدأ الآلاف من الفلسطينيين المقيمين بسوريا في العودة إلى ديارهم بمخيم اليرموك، في دمشق، بعد أن برزت أخبار الاتفاق الذي توصل إليه الجيش الحر، الذي سيطر على المخيم، مع فصائل المقاومة الفلسطينية والجيش السوري النظامي، والذي أعلنه السفير الفلسطيني في دمشق محمود الخالدي، بعد مباحثات وتدخلات دولية للسيطرة على الأزمة.
ونص الاتفاق على سحب جميع المظاهر المسلحة بكافة أشكالها وانتماءاتها من أرض المخيم، وعودة جميع النازحين إلى بيوتهم، مع تقديم ضمانات بعدم دخول الجيش السوري النظامي إليه، وخروج جميع عناصر وقادة الفصائل الفلسطينية بما فيها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة، وتسليم حركة حماس والجهاد الإسلامي زمام إدارة وتيسير أمور المدنيين.
ويعيش نازحو مخيم اليرموك حالة من الانقسام حول جملة المعطيات والوعود والضمانات، التي قدمها الاتفاق الأخير؛ منهم من شكك في تطبيقها على الأرض بشكل فعلي، إذ يقول أحد الفلسطينيين (54 عاما)، سبق أن قدمت لنا ضمانات ووعود مماثلة في الأشهر الماضية، لكن النتيجة كانت معاكسة تماما. لا أتوقع لهذا الاتفاق أن يدوم طويلا، ويضيف، فضلت التريث بضعة أيام قبل العودة مع عائلتي إلى بيتنا في شارع حيفا، الذي تعرض للقصف، وتحول إلى ساحة مفتوحة للمواجهات المسلحة في الأيام الأخيرة، لعبة الاتفاقات السياسية لم تعد تقنع أحدا أمام حجم العنف والدمار الذي لحق بمخيمنا.