هذه المرة كانت الندوة عن فترة حكم الخديو إسماعيل، خامس من تولى حكم مصر من أسرة محمد على، وحفيده من ابنه إبراهيم، وعاش بين 1830 و1895. الندوة نظمها بمكتبة الشروق فريق «PTP _ Temple Pilots pin»، الذى بدأ نشاطاته على الإنترنت منذ عام 2002، وهو عبارة عن مجموعة مكونة من نحو ثلاثمائة شخص، جمعهم شغفهم بالثقافة وصورها المختلفة «الفن، الأدب، السينما، الموسيقى، الشعر، المسرح، التاريخ». تنظم المجموعة فعاليات ثقافية متنوعة بين ندوات لمناقشة الكتب سواء على الإنترنت أو فى الواقع، وزيارات مصحوبة بالإرشاد للمتاحف والأماكن الثقافية والتاريخية، وحفلات موسيقية، وعروض تقديمية ثقافية وفنية. رحاب رجائى منسقة الفريق قالت إن جهات عديدة تتعاون مع الفريق، مثل المركز الثقافى البريطانى بالقاهرة، ومركز اللغات الحديث، وقالت إن المجموعة مقسمة إلى فرق صغيرة كل منها مهتم بأحد مجالات الثقافة. «استضفنا العديد من الشخصيات المرموقة فى مختلف المجالات الثقافية مثل علاء الأسوانى، بهاء طاهر، ابراهيم عبدالمجيد، صنع الله ابراهيم، رضوى عاشور، يوسف القعيد، محمد البساطى، سحر الموجى، مكاوى سعيد، ويوسف زيدان، وغيرهم». العرض التقديمى الذى قامت به رحاب وزميلها أحمد نبيل كان ثريا للغاية، قدموا فيه الإنجازات المعمارية للخديو إسماعيل، حيث كان الرجل دينامو البناء فى العصر الحديث وتميزت فترة حكمه بطفرة فى العمارة، كانت هى الأهم فى فترة حكم الأسرة العلوية. فهو الذى أمر ببناء قصر عابدين لتقام فيه احتفالات افتتاح قناة السويس ولكن بناءه تأخر فأقيمت الاحتفالات الأسطورية التى دعا إليها ملوك وأمراء العالم فى سرايا الجزيرة، وهى القصر الذى يتوسط فندق ماريوت، وتزامن هذا كله مع افتتاح كوبرى قصر النيل، أول جسر يعبر ضفتى النهر. أنشأ إسماعيل أيضا قصر القبة وقصر الزعفرانة، الذى يقع داخل جامعة عين شمس، وكورنيش الإسكندرية، ومنطقة وسط البلد بشوارعها وميادينها، والتى لا نزال نراها قطعة من أوروبا عندما يحل الليل وتخف حركة السيارات والمارة. وبنى دار الأوبرا المصرية القديمة والتى التهمها حريق كبير قيل إن سببه ماس كهربائى، ولكن من أهم النقاط التى تطرق لها العرض، كانت مسألة الديون التى ورط إسماعيل فيها نفسه، وكيف كان لا يفرق بين ماله الخاص ومال الدولة، ما جعله يخضع لشروط الفرنسيين. وجعل السلطان العثمانى يصدر أمرا عاليا بعزله عن الحكم ليتولى مكانه ابنه فؤاد الأول، إلى أن توفى فى مارس 1895 ودفن بمسجد الرفاعى الذى بناه بمنطقة القلعة.