ما بين «لوم المعارضة» و«التحذير من الانفجار الكبير»، دارت تحليلات صحف بريطانية وألمانية للأزمة السياسية فى مصر فى ضوء تصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد الرئيس محمد مرسى.
ففى افتتاحيتها، قالت «جارديان»: «ذهب الإخوان لمحيط الاتحادية الأربعاء الماضى؛ لحماية الشرعية وتصادموا مع المعارضة، ولكن ما لبثوا أن تحولوا إلى الضحايا الأساسيين للعنف، قتل منهم سبعة واحرقت مقارهم بينما لم تحرق مقار أى أحزاب أخرى، وهذا لا يعنى أن المعارضين ضحايا أيضا». وتابعت القول «ارتكب مرسى أخطاء كبيرة، إلا أن المعارضة هدفها إسقاطه ودائما ما ترفض الاعتراف بنتائج الانتخابات الحرة والنزيهة، رئاسية كانت أو برلمانية، بل تتحرك لمنع أى استحقاقات انتخابية مقبلة».
بينما رأت «إندبندنت» أن لعبة «سياسة حافة الهاوية» بين الأطراف المتنازعة ستكون نتائجها كارثية». وفى معرض توصيفها لمليونية «الكارت الأحمر» أمس الأول، ذكرت «ديلى تليجراف»، أنه «فى تظاهرات المليونية ظهرت وجوه جديدة لم تشارك فى مثل هذه الاحتجاجات من قبل، تضم كثيرا من نخبة القاهرة الثرية والعلمانية المتخوفة من تأثير قبضة الإخوان المسلمين على السلطة على نمط حياتهم العلمانى».
فيما تحدثت صيفة «دى فيلت» الألمانية المحافظة عن مبدأ مفاده أنه «فى الدول التى لم تعرف فى تاريخها إلا الأنظمة الديكتاتورية، يكون التحول المباشر إلى دولة ديمقراطية دستورية مستحيل وخطير أيضا؛ لأن أفرادا بلا أى خبرة فى التعامل مع الحرية سيسيئون استخدامها، ولهذا لابد لتلك الدول من مستبد حسن النية يقود البلاد بقبضة حديدية، ويتحول بها تدريجيا للديمقراطية».
وضمن تعليقها على أحداث العنف التى شهدتها مصر مؤخرا، وتلويح قادة الإخوان برغبتهم فى حماية الشرعية، رأت «دير شبيجل» أن «مؤيدى مرسى هم فتيل الكراهية»، معتبرة أن «مرسى يتحمل المسئولية الكاملة عما حدث خلال الأيام الماضية، وأضاع، بخطابه الأخير، آخر فرصة لحل الأزمة».
أما «بيلد» فرأت أن «مصر تتحول من الربيع العربى إلى الشتاء الإسلامى». وتعليقا على تصريحات نائب الرئيس، محمود مكى، بشأن إمكانية تأجيل الاستفتاء، اعتبرت مجلة «شتيرن» الألمانية أنها «خطوة متأخرة ربما لا تنجح فى تفادى الانفجار الكبير المحدق بالبلاد»، مضيفة أن «قادة الإخوان يغالون فى الحديث عن مؤامرات تحاك هنا وهناك ضد جماعتهم وضد مرسى».