حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، من أن اللجوء لاستخدام السلاح سيقود إلى طريق مسدود لحل الأزمة السورية، وسيؤدي إلى مزيد من سفك الدماء والدموع. وقال كي مون في مؤتمر صحفي عقده اليوم الجمعة، بمخيم الزعتري للاجئين السوريين بمحافظة المفرق (75 كم شمال شرق عمان) عقب جولته بالمخيم "أنا مصدوم وحزين وغاضب لهذه المأساة الإنسانية"، مشيرا إلى أنه بعد 21 شهرا من بدء الأزمة سقط أكثر من 40 ألف قتيل، ولا نعرف كم يبلغ عدد الجرحى.
وأضاف، "يجب ألا ننسى أن هذه المأساة كلها بدأت لأن الشعب السوري طالب بحقوق الشرعية في الحرية والكرامة الإنسانية، لكن رد الحكومة كان وحشيا وقاسيا وألقى بالبلاد في طريق الدمار، وأدى إلى فرار نحو نصف مليون لاجىء لدول الجوار ومليوني شخص داخل سوريا".
وحث كي مون، مجلس الأمن والمجتمع الدولي على العمل وبسرعة نحو إحلال السلام والمصالحة في سوريا وبشكل سلمي بعيدا عن استخدام السلاح، مطالبا بضرورة وضع حد لقتل المزيد من النساء والأطفال وإراقة الدماء في البلاد، وجميع الجهات وخصوصا الحكومة السورية بوقف العنف، تجنبا للمزيد من سفك الدماء وحصد الأرواح، لأن أي تصعيد خطير سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد اللاجئين.
كما طالب، المجتمع الدولي بتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية لمئات الآلاف من اللاجئين السوريين، معتبرا أن حجم المساعدات حتى الآن لا يتناسب مع عددهم، خاصة مع قدوم فصل الشتاء.
وقال: "إن الأممالمتحدة تعمل جاهدة لتخفيف معاناة السوريين داخل وخارج بلدهم"، مشيرا إلى أن نداء الأممالمتحدة من أجل المساعدة الإنسانية حصل فقط على نصف التمويل اللازم، فيما تضاعف عدد اللاجئين إلى ثلاثة أضعاف.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون: "لقد رأيت مخيم الزعتري للاجئين السوريين، وسمعت قصصا مؤلمة من بعض اللاجئين.. وأنا هنا للتعبير عن تضامن الأممالمتحدة والمجتمع الدولي القوي معهم".
وأضاف مون، "نحن نعول على الحكومة الأردنية لإبقاء الحدود مفتوحة أمام اللاجئين السوريين"، مشيرا إلى أن بعض اللاجئين ما زالوا يعانون من صدمة نتيجة التعذيب وانتهاك حقوق الإنسان والكرامة، معربا عن صدمته وغضبه لهذه المأساة الإنسانية.
وكان مون قد تفقد أوضاع اللاجئين السوريين بمخيم الزعتري، كما التقى مع مسؤولي المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في المخيم.
وقد بدأ، مساء أمس الخميس، زيارة رسمية للأردن تستغرق يومين التقى خلالها رئيس الوزراء الدكتور عبد الله النسور ووزير الخارجية ناصر جودة، وتأتي هذه الزيارة في إطار جولته بالمنطقة، والتي تشمل أيضا كلا من تركيا والكويت وقطر.
وكانت الأممالمتحدة قد توقعت أن يصل عدد اللاجئين السوريين في دول الجوار لسوريا إلى حوالي 700 ألف مع بداية العام المقبل.
وتشير الأردن إلى، أنها تتحمل أعباء إضافية نتيجة استضافة ما يزيد عن 250 ألف لاجئ ولاجئة سورية منذ اندلاع الأزمة في بلادهم منتصف شهر مارس 2011 من بينهم أكثر من 45 ألفا داخل مخيم الزعتري.