هو واحد من بين أربعة لاعبين عظام في تاريخ الكرة الألمانية إلى جانب القيصر فرانز بيكنباور والنجم الأنيق كارل هاينز رومينيجيه والهداف الأسطوري جيرد مولر ، ولكنه من حيث الإنجازات والألقاب التي حصل عليها ربما يأتي في المركز الثاني بعد بيكنباور مباشرة. فقد نال لوثر ماتيوس كل الجوائز التي يمكن أن يحصل عليها لاعب كرة قدم ، بدءا بالألقاب المحلية والقارية مع بايرن ميونيخ ، ومرورا بالفوز بدوري أبطال أوروبا مع إنتر ميلان الإيطالي عندما كان أحد أطراف مثلث الرعب الألماني مع يورجن كلينسمان وأندرياس بريمي ، ولكن أبرز الألقاب كان قيادته لمنتخب ألمانيا للفوز بمونديال 1990 بإيطاليا ، وهو اللقب الذي أدى إلى فوزه بلقب أفضل لاعب في عام 1991 في استفتاء الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا". وبعد عقدين من الاحتراف و150 مباراة دولية مع منتخب بلاده ، اتجه ماتيوس إلى التدريب في النمسا ، ثم إلى صربيا والمجر ، واتجه بعد ذلك إلى تدريب فريق مكابي نيتانيا الإسرائيلي ، قبل أن تحول بعض المشكلات المادية دون استمراره هناك ، فاضطر لفسخ عقده قبل انقضاء مدته بحوالي سنة ، ومنذ ذلك الحين وماثيوس يبحث عن تحد جديد له في سوق. وكان لموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم على الإنترنت هذا الحوار مع ماتيوس للتعرف على خططه المستقبلية في عالم التدريب ، ورأيه في موقف التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2010. في البداية ، سأل موقع الفيفا ماتيوس : أمضيت بعض الوقت في إيطاليا كلاعب مع الإنتر ، وبالتأكيد كانت المشاركة في الدوري الإيطالي الممتاز ثرية بالنسبة لك ، هل تفكر في العودة كمدرب ، خاصة وأنك زرت إيطاليا مؤخرا لفترة قصيرة؟! فأجاب ماتيوس قائلا : نعم كنت في إيطاليا ، ولكن لحضور نهائي دوري أبطال أوروبا في روما ، لم أتلق عروضا إيطالية ، ولكن بشكل العام إيطاليا كبلد والدوري الإيطالي وأي تحد هناك سيكون مغريا جدا بالنسبة لي. الفيفا : حصلت على لقب لاعب العام من الفيفا وفزت بكأس العالم ومارست التدريب ، أي أنك بالتأكيد تتمتع بالخبرات السابقة الكافية لتلقي عروضا تدريبية مغرية ، فأي الدوريات ستختار الموسم المقبل؟ ماتيوس : هناك العديد من العروض والاتصالات ، لكنني أصبحت شديد الحذر فيما يتعلق بمسألة الاختيار هذه الأيام ، فكل شيء يجب أن يتم بمنتهى الدقة خاصة في المجال الرياضي ، هذا إلى جانب وضع المستقبل في الاعتبار ، وفي الماضي ، ارتكبت بعض الأخطاء ، فلم أدقق بشكل كاف قبل الاختيار وأخذ القرارات ، وكنت دائما أبدأ من الصفر ، وفوق كل هذا عانيت من بعض المشكلات المادية ، لكن هذا لا ينفي أن ما حققته حتى الآن في دنيا التدريب كان جيدا. الفيفا : بعض أندية الدوري الألماني الممتاز تبحث عن مدربين ، هل تعجبك ألمانيا أم أنك تفضل البقاء في الخارج؟ ماتيوس : البوندزليجا ممتع دائما ، وكنت على وشك التوقيع لأحد الأندية منذ فترة قصيرة ، ولكنني أعترف أنني لم أتوافق مع الدوري الألماني بشكل ما ، على الأقل من خلال خبرتي كلاعب ، أنا ابن الدوري الألماني وأنا قادر على إدارة شئوني هنا بالفعل ، ولكنني لم أحصل على فرصة لأثبت نفسي كمدرب فيه حتى الآن ، وأعتقد أنني مبتعد عن الأحداث اليومية في الدوري ، هناك الكثير من الفرص ، ولا أعرف لماذا لم تفلح أي منها ، وبالتأكيد ، لن أغتنم أول فرصة تتاح أمامي ، بل يجب أن تكون مناسبة لي. الفيفا : أمضيت ثلاث سنوات مدربا في إسرائيل ، ماذا تعلمت وماذا ستأخذ معل للمستقبل؟ ماتيوس : إسرائيل مختلفة ، ولكن عليك أن تأخذ بعض الأمور في الاعتبار ، مثل الإجازات الدينية ، ويصعب مقارنة إسرائيل بأي مكان آخر من حيث كرة القدم ، فعقلية الناس هناك ليست مهتمة بكرة القدم كما هو الحال في أوروبا مثلا حيث الشغف بالكرة ، وبعض اللاعبين هناك غير ملتزمين ، ولهذا ، فإنه ليس من السهل لمدرب أوروبي الانتقال للعمل هناك ، يمكن أن ألخص ذلك في أنها كانت تجربة جديدة تماما بالنسبة لي. الفيفا : هل تعتقد بأن منتخب إسرائيل – الرابع في مجموعتهم في التصفيات الأوروبية حاليا - قد يتأهل لكأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا؟ ماتيوس : أعتبرهم من أضعف فرق المجموعة ، فمبارياتهم أمام اليونان وسويسرا لم تكن جيدة بالنسبة لفريق جاد بشأن التأهل لكأس العالم ، أعتقد أنهم سيحصلون على المركز الثالث في النهاية ، هم فريق يسهل التغلب عليه ، في حين أن باقي المنتخبات أكبر جدية وإصرار على الفوز. الفيفا : تمكنت ألمانيا من تصدر المجموعة الأوروبية الرابعة وانتزاعها من روسيا وفنلندا ، كيف تقيم أداء منتخب بلادك حتى الآن؟ ماتيوس : أعتقد أن المنتخب بقيادة يواكيم لوف سيتأهل بشكل مباشر لكأس العالم في جنوب أفريقيا ، من الواضح أن المباراة الحاسمة ستكون في مواجهة منتخب روسيا في موسكو في أكتوبر المقبل ، وهناك سيثبت الألمان تأهلهم إلى النهائيات ، رغم أن المنتخب الروسي قوي ، وجوس هيدينك مدرب رائع .. المباراة ستكون صعبة ، ولكن الألمان سيثبتون أنفسهم فيها. الفيفا : باعتبارك حصلت على لقب لاعب العام من الفيفا قبل ذلك ، في رأيك .. من هو لاعب العام حاليا؟ ماتيوس : في روما ، سنحت لي الفرصة لمشاهدة أفضل فريق في العالم ، تحديدا برشلونة الإسباني ، فمن الضروري هنا أن أذكر (النجم الأرجنتيني) ليونيل ميسي ، وهناك أيضا شابي إيرنانديز وأندريه إنييستا ، ففي برشلونة توجد الكثير من العناصر الرائعة ، ولأن اللاعبين يلعبون مع بعضهم منذ فترة طويلة ، فإنني أجدهم وحدة واحدة ، ويتمتعون بالذكاء ، ويعرفون كيف يمكن استغلال اللحظات المصيرية في المباراة ، هذا ما يقوم به إنييستا وشابي مع البارسا. الفيفا : سؤال أخير ، هل تتخيل حياتك بدون كرة قدم؟ ماتيوس : لم يحدث ذلك حتى الآن ولا أفضل التفكير في ذلك!