دبت الحياة فى معبر رفح وتحول إلى قبلة للمتضامنين مع غزة والإعلاميين والسياسيين، بعدما دبت الحياة فى المعبر على مدى 24 ساعة إثر قرار مصر بفتحه بشكل دائم ومتواصل أمام المسافرين ردا على القصف الإسرائيلى المتواصل للقطاع. وذهبت أجواء الحرب فى غزة بقضايا سيناء إلى خطوة متأخرة حيث باتت الصدارة والاهتمام لأخبار تعرض قطاع غزة للقصف العنيف ليلا ونهارا، لكن بيوت سيناء أخذت نصيبا مختلفا من القصف، حيث تعرضت لاهتزازات جراء القصف، كما تصاعدت أعمدة الدخان بشكل واضح للمراقبين من داخل سيناء.
من جانبهم، تحدث بعض سكان مدينة الشيخ زويد، 15 كيلومترا من حدود القطاع غربا، عن مشاهداتهم لوميض طائرات على ارتفاع شاهق جدا فى شكل حلقات دون معرفة هويتها، وهى المنطقة «ج» التى تحظر تقسيمات اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، تواجد طيران حربى مصرى فى أجوائها كما تحظر وجود قوات عسكرية كاملة.
وفى شأن متصل بأجواء الحدود، قصفت الطائرات الإسرائيلية موقعا قريبا من معبر رفح البرى من الجانب الفلسطينى مما تسبب فى حالة ذعر أمام المعبر، ومنع أفراد الجهات السيادية تواجد أى وسيلة إعلام لمسافات تصل الى كيلو متر مهددين بتحكيم معداتهم فى إجراء غير مسبوق، معتبرين أن معبر رفح منطقة عسكرية.
وعلى مسافة من المعبر، بدت القصص الإنسانية المرتبطة بالمعبر وقصص عابريه واضحة للعيان، حيث التقت «الشروق» مع سيدة فلسطينية قادمة من قطاع غزة، قالت إن اسمها سرية محمد زعرب من سكان مدينة رفح الفلسطينية وأتت لشراء أدوية علاج كيماوى لشقيقها المريض، وأضافت: «القصف داخل غزة هذه المرة أعنف مما كان فى 2008، مشيرة إلى أن «شعب غزة يريد هدنة ولو ليوم واحد لقضاء مصالحهم اليومية كما أن الفلسطينيين لا يرغبون فى النزوح لمصر، وأنها ستموت وتحيا فى فلسطين حيث أبناؤها وأسرتها.
ولاحظت «الشروق» قيام شبان صغار السن بعرض إدخال الإعلاميين الى قطاع غزة عبر الأنفاق مقابل مبلغ ما بين 50 و100 دولار، وقال أحدهم إن سلطات حماس تسمح بشكل فورى بإدخال الدقيق والوقود نظرا لظروف الحرب لكن غالبية الأنفاق متوقفة عن العمل نظرا للقصف العنيف الارتجاجى الدى يصل دويه لمسافات تتجاوز 20 كيلومترا حيث تخترق طائرات إسرائيلية أجواء مدينة رفح لتلتف مرة أخرى عائدة إلى سماء القطاع.