فاز الكاتب الفرنسي جيروم فيراري المدرس بمدرسة ثانوية في أبوظبي بجائزة جونكور الأدبية 2012 وهي أرفع جائزة أدبية في فرنسا ومن أهمها في العالم. وحصل فيراري، 44 عاما، على الجائزة عن روايته "العظة حول سقوط روما"، وهي الرواية السادسة للكاتب الذي ألف أيضا "في السر" عام 2007 و"حيث تركت روحي" عام 2010.
والرواية صادرة عن دار نشر أكت سود والمعروفة بجديتها ومنحها فرص نشر لكتاب مغمورين سرعان ما يصلون إلى النجومية، فضلا عن بحثها أيضا عن المواهب المجهولة في قارات أخرى غير أوروبا، خاصة أفريقيا.
وأعلنت أكاديمية جونكور الفرنسية الأربعاء أنها منحت الجائزة لجيروم فيراري بعد حصوله على 5 أصوات مقابل 4 لمنافسه الفرنسي باتريك ديفيل...وضمت قائمة المرشحين أيضا السويسري جويل ديكر والفرنسية من أصل فيتنامي ليندا لي.
ويعمل جيروم فيراري مدرسا للفلسفة ومستشارا تربويا في مدرسة لوي ماسينيون الثانوية الفرنسية بأبو ظبي منذ شهر سبتمبر 2012.
وفور إعلان النتيجة هرع حشد هائل من الصحفيين والمصورين إلى دار النشر والتفوا حول فيراري الذي قال لهم مداعبا بخصوص تدافعهم "ألا تعرفون أن باراك أوباما تمت إعادة انتخابه اليوم؟ ألا تفتقرون إلى نوع من إدراك أولوية المكانة؟".
وعند سؤاله عن إحساسه عند علمه بالفوز قال مبتسما "لقد شعرت بهبوط حاد في الدورة الدموية وهو غالبا دليل على السعادة الغامرة"...وأضاف في تواضع "بالطبع هناك جزء من الجهد الفردي ولكن هذه الجائزة هي نتيجة تضافر جهود جماعية بيني وبين مجموعة عمل أكت سود".
وإعلان جائزة جونكور حدث تنتظره الأوساط الأدبية خاصة الفرنسية بشغف كل عام. والجائزة لا تمنح أي مبالغ نقدية لكنها تضمن تضاعف مبيعات العمل الفائز بنسبة كبيرة جدا بما يحقق أرباحا طائلة للفائز.
وقبل إعلان النتيجة كانت الرواية الفائزة قد بيع منها 90 ألف نسخة... كما أنه تم ترشيحها لجميع الجوائز الأدبية في فرنسا للعام الحالي.
الرواية تحكي عن الأمال المحبطة وحتمية الفناء في لغة شعرية بليغة تحمل القارئ إلى جبال كورسيكا حيث يعود بطل القصة ماتيو، بعد أن تخلى عن دراسته المرموقة، يدير مع أعز أصدقاءه حانة عمه العجوز طامحين في أن يحولاها إلى "أفضل عالم ممكن"...وتبدأ تجربتهم بالنجاح ولكن سرعان ما تلاحقهم اللعنة التي تحكم على الرجال بأن يشهدوا انهيار العالم الذي شيدوه.
واسم العمل مرتبط بالفقرة الوحيدة التي تذكر فيها في الرواية عظة سقوط روما التي تلاها القديس أوغستان عام 410 بعد الميلاد أمام المؤمنين الذين روعهم دمار روما قائلا "العالم مثل الرجل: إنه يولد ثم يكبر ثم يموت".
ولد فيراري في باريس عام 1968 وعاش في جزيرة كورسيكا وترجم نصوصا أدبية كورسيكية، كما عمل أيضا مدرسا في الجزائر.
يذكر أن جائزة جونكور للعام 2011 عادت إلى أليكسيس جيني عن روايته الأولى "فن الحرب الفرنسي".