تحاصرنا أسماء أبطال وأبطال خارقون من الشرق والغرب، يعرف الشارع المصرى أسماء الأبطال الخارقين الأمريكان، وإن لم يتابع القصص المصورة ولو فى فترة من حياته فهو يشاهد الأفلام التى تصنع عنها، أو على الأقل يسمع عن تلك الأفلام، ولكن تظل مصر طوال تاريخها الحديث بدون بطل خارق، قد يظهر بطل لديه قدرات مبالغ فيها كأدهم صبرى بطل سلسلة «رجل المستحيل» لمؤلفها نبيل فاروق، ولكنه يظل بلا قدرات تفوق قدرات الإنسان العادى. ظهرت عدة محاولات على استحياء مثل ما قامت به شركة AK Comics المصرية التى ظهرت عام 2004 ولكنها توقفت حاليا، وكانت قائمة شخصيات مكونة من زين، جليلة، آية، راكان، الذين ينتمون لبيئات عربية ويمتلكون قوى متباينة تحاول أن تحافظ على السلام فى العالم. وعلى المستوى العربى فهناك تجربة تشكيل 99 التى تستلهم التراث الإسلامى.
يرى رسام كتب الأطفال أحمد سليمان أن القصص المصورة فى أمريكا نشأت بسبب انتشار الصحافة فى سوق يمثل قارة بكاملها، بالإضافة إلى ذلك فهى ظهرت فى وقت كان يحاول الأمريكان فيه أن يتوحدوا وكان ذلك عن طريق الأبطال الخارقين، يعود ويقول: «مشكلة الأبطال الخارقين العرب أن مخترعيها تشربوا بتجربة القصص المصورة الأمريكية، ما جعل مواصفات الكتابة متأثرة بالعقلية الغربية».
الأبطال الخارقون الأمريكان الذين ظهروا فى ظروف اقتصادية وعسكرية صعبة كان لهم صدى فى الثورة المصرية الأخيرة، فكثيرا ما كنت تجد المصريين فى هذه الفترة يركبون صور سبايدر مان وبات مان على صور معارك الثورة وينشرونها على المواقع الاجتماعية، والشاب الذى تسلق سفارة إسرائيل لينزع من عليها العلم تم تشبيهه بأنه «سبايدر مان» المصرى، خاصة أن الشخصية الأمريكية تتميز بقدرتها على تسلق البنايات، بالإضافة إلى هذا فرواية «الانتقام» (V for Vendetta) التى تحتوى على بطل يرتدى قناعا وينتقم من مسئولى دولته الفاشية أصبحت مطروحة فى مصر، إذ يرتدى الكثيرون هذا القناع ليعبروا به عن ثوريتهم.
يرى أحمد سليمان أنه ربما على البطل الخارق المصرى أن يكون أقرب لفكرة تحقيق العدالة، مشيرا أنه فى لحظات الانكسار التى من المحتمل أننا نحيا واحدة منها الآن، يتعطش الناس إلى بطل يحقق هذا النوع من القيم.