بدأت يوم السبت الماضى فاعليات الدورة الخامسة عشرة من مهرجان «الرباط السينمائى الدولى لسينما المؤلف»، الذى شهد تواجدا مصريا كبيرا وبوفد من الفنانين كان على رأسهم محمود عبدالعزيز الذى احتفل به المهرجان بشكل أسطورى باعتباره ضيف شرف هذه الدورة. فقد قامت إدارة المهرجان بتأجير20 سيارة من طرازات تعود إلى الخمسينيات واستقل الفنان محمود عبدالعزيز أحد السيارات المكشوفة وهو يضع علم المغرب على كتفه وأقلت السيارات الأخرى الصحفيين ومراسلى القنوات الفضائية. ثم بدأ الموكب فى التحرك فى شوارع الرباط أكثر من نصف الساعة اصطف فيها الجمهور على الجانبين لتحية محمود عبدالعزيز وتصويره وتوقف بسببه المرور تماما حيث كان يتحرك الموكب بصعوبة نتيجة ازدحام الناس لرؤية محمود عبدالعزيز. بعد ذلك وصل الموكب الذى لم يتواجد به أحد من أبطال فيلم الافتتاح «دكان شحاتة» إلى مسرح «محمد الخامس» الذى أقيم فيه الحفل، ووصل بعده بدقائق خالد يوسف برفقة عمرو سعد والمنتج كامل أبو على ثم وصلت هيفاء وهبى منفردة. بعد ذلك بدأت التكريمات الخاصة وكان أول المكرمين السيناريست المغربى يوسف فاضل الذى بكى عند تكريمه، ثم تم تكريم المخرجة الفلسطينية «مى المصرى» التى لم تستطع الحضور بسبب وعكة صحية ألمت بها. وبعد ذلك تم تكريم الفنان محمود عبدالعزيز. حيث قدمته الممثلة المغربية «فاطمة خير» قائلة إنه أستاذ على الجانب الفنى لا توجد كلمات تفيه حقه، أما على الجانب الإنسانى فقالت إنه اقتربت منه لفترة فوجدته إنسانا بسيطا جدا يكره التصنع، ثم صعدت الفنانة المغربية القديرة «الزهار الجرايتى» لتسلم محمود عبدالعزيز الدرع الجائزة نيابة عن الفنانين المغاربة. وقال محمود عبدالعزيز الذى صفق له الحضور إحدى عشرة مرة ووقفوا مرتين لتحيته : الحقيقة أنا «مابعرفش» أتكلم.. أنا أعرف فقط كيف أعبر عن كلام المؤلفين!! مؤكدا أنه يشعر بسعادة بالغة لحصوله على هذا التكريم من شعب يحب الفن ويقدر الفنانين. بعد ذلك دعى أبطال فيلم الافتتاح «دكان شحاتة» الحاضرين إلى الصعود إلى خشبة المسرح وألقى خالد يوسف كلمة بالنيابة عن أسرة الفيلم بجانب هيفاء وهبى وعمرو سعد والمنتج كامل أبوعلى، وأعلنت إدارة المهرجان تكريم هيفاء وهبى وتم إعطاؤها درع المهرجان وهدية خاصة ليختفى فى هذا الوقت عمرو سعد من على المسرح ويتبقى خالد يوسف وكامل أبو على فقط. حكايات من المهرجان إدارة المهرجان قدمت لكل من يتم تكريمه درع المهرجان وباقة ورد وهدية كبيرة الحجم كانت تعيقه عن الحركة مما دعى المخرج خالد يوسف أن يذهب تحت خشبة المسرح أثناء تكريم السيناريست يوسف فاضل وينادى عليه ليأخذ الهدية منه. أما أثناء تكريم محمود عبدالعزيز فقام المنتج كامل أبوعلى بأخذ الهدية منه وإعطاؤها لزوجته المذيعة بوسى شلبى، أما هيفاء وهبى فقد أخذ منها خالد يوسف الهدية ونادى بصوت عال على عمرو سعد وألقاها له. بعد الحفل أقيمت مأدبة عشاء على شرف المدعوين، محمود عبدالعزيز أجلس عمرو سعد بجواره وانخرط معه فى حديث طويل امتد لقرابة الساعة.. عمرو سعد قال ل«الشروق» إن الفنان محمود عبدالعزيز كان يوجه له نصائح متعلقة بأدائه التمثيلى وكيفية تحضيره للشخصيات كما نصحة بعدم الغرور والتعالى على الناس، عمرو قال إنه نصحه أيضا بالابتعاد عن الدخول فى معارك صحفية، مؤكدا فى الوقت ذاته أنه إذا نفذ نصائحه بدقة سيصبح أهم نجوم السينما المصرية بعد خمس سنوات. فى مؤتمره الصحفى قال محمود عبدالعزيز إن السينما العربية كلها تعتمد على محاولات فردية أساسها الأم مصر، وأكد أنه يتمنى أن يوحد السينمائيون العرب جهودهم لإنتاج فيلم نصل به إلى العالمية، مضيفا: من الواضح أن الوحدة السينمائية العربية تواجه صعوبات كالتى تواجهها مشروعات الوحدة فى الواقع السياسى. محمود رد على سؤال لأحد الصحفيين المغاربة اتهم فيه السينما المصرية بالتراجع لاعتمادها على «النجم» الذى يتحكم فى كل شىء قائلا إن كل السينمات العالمية تعتمد على النجم وهذا لا يعنى أنها تتراجع، محمود أشار إلى أن السينما المصرية حاليا تستخدم تقنيات تضاهى المستخدمة فى هوليوود حاليا وهذا يعنى أن السينما المصرية لا تعانى من التراجع، أيضا مشاركة الأفلام المصرية فى المهرجانات الدولية يعنى أن السينما المصرية بخير. فى ندوة فيلم الافتتاح «دكان شحاتة» قال المخرج خالد يوسف: أنا أطرح فى أفلامى أسئلة فقط لأن الإجابات دائما عمياء.. وأضاف: أطلقوا على فى مصر لقب مخرج العشوائيات رغم أننى لم أقدم إلا فيلما واحدا يتحدث عن هذه المناطق فأنا لا أعتبر فيلم «دكان شحاتة» فيلما يتحدث عنهم إلا من خلال الشخصية التى أداها عمرو عبدالجليل. ولكنى فى نفس الوقت لى الشرف أن أحمل هذا اللقب الذى يعنى أننى أمثل 16 مليون مصرى لهم نفس حقوقى فى الحياة وأشعر بالانتماء الشديد لهم. عمرو سعد بطل «دكان شحاتة» قال إن التوفيق حالفه باختيار خالد يوسف له لبطولة «حين ميسرة» الذى يعتبر «فتحا» فى السينما المصرية. وقال عن هيفاء وهبى إن أى فنان يتمنى أن يقف أمامها لكنهم أثناء التصوير لم يكونوا يتعاملون مع بعضهم كنجوم وإنما كشخصيات درامية موجودة فى السيناريو وأضاف: لو فكرت فى قدر نجومية من يقف أمامى لن أستطيع أن أمثل وسأخسر الكثير. هيفاء وهبى أكدت أنها سترفض دورها فى دكان شحاتة لو أخرجه مخرج آخر غير خالد يوسف. وقالت هيفاء عن وضع صورها وسط نجمات العالم فى هوليوود: وضعونى وسط نجمات هوليوود لأننى جميلة والمنافسة بين النجمات تكون فى الجمال والموهبة.. وأعتقد أنه لا منافسة فى الجمال فأنا أتفوق عليهن جميعا ولكن بالنسبة للموهبة فأتمنى أن يشاهدوننى وأن أستطيع منافستهن. السفير المصرى دعا كبار الجالية المصرية والوفد المصرى المشارك فى المهرجان إلى الحضور لمشاهدة مباراة مصر وأمريكا فى منزله ولم يتخلف عن الحضور إلا الفنان أحمد الفيشاوى.. وأيضا حضرت هيفاء بصحبة زوجها محمد أبوهشيمة وكانت انفعالاتها مع الكرة فى غاية الحماس، ولكنها كانت تسأل أبوهشيمة عن أسماء اللاعبين، ولماذا حسب هذا الفاول مثلا.. هيفاء علقت على هدف أمريكا الأول قائلة: «بذمتكم ده جول تفرحوا بيه؟!»، وعندما دخل الهدف الثانى قامت من مقعدها منفعلة. أبوهشيمة الذى تابع المباراة هادئا عندما علق على إحدى اللعبات، وقال: «إيه اللى بتعملوه ده؟!»، قالت له هيفا: «ما هم بيجروا أهم عايزهم يعملوا إيه أكتر من كده؟!». محمود عبدالعزيز عندما سأله المصريون فى الفندق عن رأيه فى عمرو سعد قال إنه من المبكر الحكم عليه الآن، فما زال أمامه خمس أو سبع سنوات حتى نستطيع أن نحكم عليه، وقال إنه يتمنى أن يمتلك عمرو الذكاء الاجتماعى، الذى يمكنه من الاستمرار فى الوسط الفنى. دار الحديث عن عدم تحقيق الأفلام الموجودة فى السوق إيرادات جيدة حتى إن يوم الجمعة الماضى لم تتجاوز إيرادات الأفلام مجتمعة المليون جنيه.. تنوعت الآراء إلا أن المخرج خالد يوسف قال: «لازم نعترف إن الأفلام الموجودة مش معشقة مع الناس».. وهو ما وافقه عليه الجميع. هيفاء لم تشارك فى أى من الجلسات التى عقدها المصريون كما اعتذرت عن حضور العشاء فى بيت السفير معللة ذلك بعدم جاهزيتها له، «الشروق» علمت أن هيفاء كانت مدعوة للعشاء فى مطعم يملكه رجل أعمال مصرى. ** المنتج كامل أبوعلى قال إنه فوجئ برد الفعل الذى أحدثه عرض «دكان شحاتة» فى دبى، حيث حقق نصف مليون دولار فى أسبوع واحد، وهذا مبلغ محترم كان سيخسره إذا أجل عرض الفيلم.كامل قال أيضا إنه يفكر فى تأسيس شركة توزيع للأفلام فى المغرب حتى يقتحم هذه السوق التى تعشق السينما المصرية. أثناء عرض فيلم «دكان شحاتة» بقى الجمهور ساكنا حتى عرض المشهد، الذى ترمى فيه «بيسة» نفسها من النافذة.. ساعتها ضجت القاعة بالضحك، وتكرر هذا مرتين فى المشاهد التى ظهر فيها عمرو عبدالجليل.. علقت الصحافة المغربية على يوم الافتتاح فقالت إن محمود عبدالعزيز خطف الأضواء من الفنانة اللبنانية هيفاء وهبى، الذى صدم الجمهور عند رؤيتها بارتدائها فستانا محتشما على غير عادتها.. وأضافت صحيفة المغربية اليومية أن بعضا من الجمهور صاح طالبا منها ارتداء الحجاب ثم انصرفوا عنها ليتابعوا محمود عبدالعزيز وعمرو سعد.