يشاهد الكثير "الكومبارس" كوجوه نعرفها ولكن بدون أسماء.. ليس جهلا بهم بل لأن ظهورهم يشبه ضوء البرق الخاطف الذي لا يستغرق إلا ثوان قليلة، وهم يجسدون أدوارًا هامشية، مثل المكوجي والكهربائي والسجان والسائق، ومع ذلك لا يكتمل عمل بدونهم.
نجد أن فئة "الكومبارس" تفتقد الهيكل الذي يدافع عن حقوقهم، وليس لديهم نقابة تطالب بحقوقهم المعدومة.
نلتقي مع بعض نماذج حاملي لقب ال"كومبارس" للتعرف على وضعهم المهني والحياتي، خاصة أن مهنتهم تعتمد على المنافسة واقتناص الفرص، كما يعانون من نظرات البعض إليهم كطبقة دنيا ليس لهم خصوصية أو مطالب لكونهم عاملا مساعدا وليس فاعلا، بالإضافة إلى أجورهم المتدنية التي لا تصل إلى 1% من أجر الممثل.
تتلخص معاناتهم في وجود نقابتين للفن – تمثيلية والأخرى سينمائية - من المفترض أن يلجأ إليهم كل من يمتهن بالفن، إلا أن "الكومبارس" تاهوا بين هذا وذاك ولا أحد يبحث عن حقوقهم الاجتماعية أوالاقتصادية والعمالية سواء من تأمين أو نظام صحي أو تحديد أجور، وقد تبين أنهم يحتاجون إلى نقابة تدافع عنهم وتواجه استغلال المنتجين لهضم حقوقهم واعتبارهم فئة من الدرجة الرابعة في العمل.
ويقول الكومبارس أحمد السحلي (31 عامًا) "إنه يعمل منذ 12 عامًا واشترك في أفلام (علي سبايسي) و(بوحه) و(إبراهيم الأبيض) و(اللي بالي بالك) و(مسيو رمضان) و(الحارة)"، موضحًا أنه يحصل في اليوم على 40 جنيهًا، ووجبة من (الريجسير)، ويعمل من الساعة 6 مساء حتى 8 صباحًا أو بالعكس.
وأضاف، "إن مهنة الكومبارس مهنة من لا مهنة له، حيث يتم التعامل معهم بصفة غير آدمية نهائيًا سواء من فريق الممثلين أو فريق العمل ولا يحق لهم الاعتراض، وإذا تم الاعتراض يكون مصيره الطرد خارج فريق العمل".
وفي نفس السياق، قال الكومبارس سيد متولي (40 عامًا): "إن مشكلة الكومبارس تكمن في عدم وجود نقابة تبحث لهم عن مطالبهم التي أصبحت ضائعة بين الريجسير وجهات الإنتاج، بالاضافة إلى عدم وجود رقابة على هذه الجهات بعد تلاعبهم في الأجور سواء في مدينة الإنتاج الإعلامي أو صوت القاهرة".
وقال الكومبارس وجيه عبد الله (50 عامًا): "نحن نبحث عن مقر للنقابة لإشهارها ووضع الإطار القانوني لها للحد من إهدار حقوق الكومبارس ووضع أسس قانونية لمزاولة المهنة وطريقة التعامل مع جهات العمل، مثل مدينة الإنتاج الإعلامي والتلفزيون وصوت القاهرة".
وبات من الواضح أن مهنة الكومبارس "المجاميع" كما يطلق عليهم ضاعت حقوقهم بين الماضي والحاضر وما زالت تبحث في المستقبل عن طوق نجاة لها، من خلال نقابة تحفظ كرامتهم، وتصون حياتهم وتؤمن مستقبلهم وترفع مهنتهم لدرجة الاعتراف.