يمكن القول إن الجبهة الجنوبية تسببت طوال الساعات ال24 الفائتة بإشغال إسرائيل فى قطاع غزة، ووفقاً لوسائل الإعلام الأجنبية تسببت أيضاً بإشغالها فى السودان [المقصود قصف المنشأة العسكرية بالقرب من الخرطوم]. وقد جرى تصعيد الأوضاع الأمنية فى منطقة الحدود مع قطاع غزة، إثر قيام إسرائيل خلال الأيام القليلة الفائتة بشن هجمات جوية ألحقت أضراراً كبيرة بحركة «حماس» نتيجة تعرض تلك الهجمات لنشيطين من الحركة ولمواقع تابعة لها. ويبدو أن هذا التعرض أخرج «حماس» عن طورها، ومع ذلك لا بد من ملاحظة أنها حرصت على أن توجه صواريخها إلى المناطق المحاذية للقطاع، ولم تستعمل الصواريخ المخصصة لقصف المدن الجنوبية. فى الوقت نفسه، توجه كبار المسئولين فى الحركة إلى مصر كى تتوسط [بينها وبين إسرائيل] من أجل التوصل إلى تهدئة غير مباشرة. وقد تجاوبت إسرائيل مع هذا التوجه، وطلبت أن تشمل التهدئة جميع الفصائل فى القطاع. وتلقت إسرائيل فى ساعات مساء أمس (الأربعاء) معلومات موثوقاً بها تؤكد أن «حماس» تحاول أن تفرض التهدئة على جميع الفصائل، وبناء على ذلك سادت فى القدس تقديرات بأن جولة المواجهة الحالية قد انتهت.
وفيما يتعلق بالسودان، تبقى هناك أسئلة استفهام كثيرة تتعلق بقصف المنشأة العسكرية بالقرب من العاصمة. غير أن تجارب الماضى أثبتت أن معظم ما تنشره وسائل الإعلام الأجنبية بشأن ضلوع إسرائيل فى شن هجمات على منشآت عسكرية أو على قوافل لتهريب الأسلحة كان صحيحاً. ومعروف أن السودان يشكل مخزناً لأسلحة كثيرة، ونقطة عبور للأسلحة والوسائل القتالية الإيرانية وهى فى طريقها إلى الشرق الأوسط، ولا سيما إلى كل من لبنان وقطاع غزة. ومعروف أيضاً أن الحرس الثورى الإيرانى يعمل فى الأراضى السودانية، وتوجد فيها مصانع لإنتاج الأسلحة والوسائل القتالية الأخرى.