يصل الدكتور محمد إبراهيم، وزير الآثار إلى باريس، يوم الأحد القادم، في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام يلتقي خلالها " إيرينا بوكوفا "، المديرة العامة لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، وقيادات اليونسكو؛ لبحث عدد من الموضوعات الهامة الخاصة بالتعاون بين المنظمة ومصر في مجال الآثار.
وقال إبراهيم: "إن من أهم الموضوعات المطروحة للبحث مع مسؤولي اليونسكو، يوم الاثنين القادم، بمقر المنظمة، مناقشة كافة التفاصيل الخاصة بالانتهاء من مشروع المتحف القومي للحضارة بالفسطاط، والتي تتولى منظمة اليونسكو تقديم الدعم الفني والمنح التدريبية للمتخصصين في مختلف المجالات لإقامة المتحف والعاملين به، والذي تم الانتهاء من مرحلته الأولى والثانية، ويُجرى حاليًا العمل في مرحلته الثالثه والأخيرة؛ استعددًا لافتتاح المتحف.
وأضاف،أن من أهم الموضوعات أيضًا مشروع تطوير القاهرة التاريخية، والعمل على إعادة شارع المعز لدين الله، ومنطقة الجماليه التاريخية إلى ما كان عليه، ومساهمة اليونسكو في تنفيذ المشروع.
المعروف أن المتحف القومي للحضارة من أهم المتاحف، التي ستشهدها الألفية الثالثة؛ حيث يضم معالم الحضارة الإنسانية في مصر، منذ فجر التاريخ وحتى الآن، ليصبح أكبر متحف للحضارة في العالم والوحيد من نوعه في مصر، والمتحف مقام على مساحة 35 فدان، بتكلفة 550 مليون جنية، ويُعد أحد المشروعات الرئيسية، التي تتبناها منظمة اليونسكو، لذا فهي توليه عناية خاصة وتدعمه بشكل كامل، منذ عام 1982، وقد شملت المشروع بأول حملة منظمة في العالم؛ لإنشاء متحفي النوبة بأسوان والحضارة بمدينة القاهرة.
كما تم اختيار منطقة الفسطاط؛ لتكون مقرًا للمتحف في عام 1998، ووضع حجر الأساس في 2002، وقد جاء موقع الفسطاط نموذجيًا من الصعب تكراره في أي مكان آخر بمصر، فالموقع له دلالة رمزية هامة للمصريين، إذ يمثل جزءًا هامًا من مدينة الفسطاط.
ويضم المتحف كل مظاهر الثراء والتنوع، الذي تمتعت به الحضارة المصرية، خلال الأزمنة المختلفة، بدءًا من عصر ما قبل التاريخ وحتى وقتنا الحاضر... ويضم بين جنباته آثارًا نادرة تم جمعها من المتاحف والمخازن المنتشرة في مصر، من خلال أسلوب منهجي، ومن المقرر أن يتم تقييمه؛ بحيث يبرز المتحف جوانب التراث المصري، وتأثير الحضارة المصرية على الحضارات الأخرى .
ويقام المتحف في منطقة تتجاور فيها الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، ويجاوره جامع عمرو بن العاص والكنيسة المعلقة ومعبد بن عزرا اليهودي.