يلتقي مرشحا الرئاسة في الولاياتالمتحدة، الرئيس الديمقراطي باراك أوباما، والحاكم الجمهوري ميت رومني، في ثالث مناظرة هي الأخيرة، في 22 أكتوبر الحالي، والتي ستركز على السياسة الخارجية لكل منهما.
وقبل أسبوعين تفصل عن الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أظهر استطلاع حديث للرأي عن تقارب النقاط لصالح المتنافسين في السباق للبيت الأبيض، الرئيس باراك أوباما، ومنافسه الجمهوري، ميت رومني.
وحقق أوباما وغريمه الجمهوري، في مسح أجرته قناة "ان بي سي" وصحيفة "وول ستريت جورنال"، نشر يوم الأحد، نقاط متساوية، بلغت 47 في المائة، بين الأمريكيين المحتمل إدلائهم بأصواتهم في الانتخابات.
أما بين مجموعة أوسع من الناخبين المسجلين، وبحسب ذات المسح الذي بلغ هامش الخطأ فيه 3.1 نقطة في المائة، تقدمت شعبية الرئيس الأمريكي بواقع خمس نقاط، 49 في المائة، مقابل 44 في المائة لرومني.
وتعكس النتيجة الأخيرة تراجع طفيف لأوباما مقابل رومني، إذ أظهر استطلاع للرأي استبق بدء المناظرات بين المتنافسين، تقدم أوباما بواقع ثلاث نقاط على رومني - 49 في المائة مقابل 46 في المائة.
ورجح محللون تباطؤ تقدم أوباما؛ نتيجة للأداء القوي الذي ظهر به منافسه الجمهوري في المناظرة الأولى.
إلا أن الرئيس الأمريكي تمكن من استعادة توازنه في المناظرة الثانية؛ إذ اعتمد الأسلوب الهجومي في قضايا السياسة الداخلية والخارجية، فدافع عن موقف البيت الأبيض حيال ما جرى في القنصلية ببنغازي، وانتقد سياسات خصمه الاقتصادية، بينما حافظ رومني على أدائه القوي عبر إظهار عدم التزام أوباما بوعوده الاقتصادية.
وفيما يتعلق بأي من المتنافسين سيكون الأفضل كالقائد الأعلى، تقدم أوباما بواقع ثلاث نقاط على رومني، الذي حقق نقاطاً أفضل فيما يخص الاقتصاد - 46 في المائة مقابل 40 في المائة، كما رجحت كفة الأخير في قضايا البطالة والوظائف والتعامل مع عجز الموازنة الفيدرالية.
وأيد 53 في المائة من المستطلعين سياسة أوباما تجاه النساء مقابل 25 في المائة لرومني.
ويشار إلى أن المسح أجري في الفترة ما بين 17 إلى 20 أكتوبر الجاري، بمشاركة ألف ناخب و816 ناخب محتمل.
ومن المتوقع أن تكون جامعة "لين" في فلوريدا ساحة للنزال الأخير بين المتنافسين للرئاسة الأمريكية، وستتركز المناظرة الثالثة على السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
ومما قاله أوباما، في تعليقات سابقة بشأن سياسته الخارجية حول قضية البرنامج النووي الإيراني: "الدول القوية والرؤساء الأقوياء يتخاطبون مع خصومهم". كما يرى وجوب عدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي.
كما لم يقدم أوباما كل إجاباته المحتملة في هذا الإطار، لكن من الواضح تفضيله للحل التفاوضي ولفرض العقوبات. مع العلم أن المحاولات السابقة لإشراك الإيرانيين في المفاوضات أثبتت فشلها، فيما لم تقدم العقوبات النتائج المرجوة.
ومما قاله رومني حول ذلك الملف: "إذا انتخبتموني رئيساً مقبلاً، لن يكون لديهم (إيران) سلاحاً نووياً". ويرى التمسك بخط أكثر تشدداً. كما يصر ليس فقط على عدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي، بل أيضًا عدم تركها تمتلك قدرات نووية.
ويرفض رومني، المحادثات ويدعي في الوقت نفسه أنه سيضغط من أجل فرض مزيد من العقوبات. إلا أنه يرى وجوب جعل الإيرانيين يفهمون بوضوح التهديد الحقيقي بهجوم عسكري.
أما بخصوص الموضوعات الرئيسة في الشأن الإسرائيلي، فتناول المرشحان قضية المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومفاوضات السلام مع السلطة الفلسطينية، وضع الدولة لفلسطين.
وكان مما قاله أوباما في هذا الشأن: "إن التزامنا بأمن إسرائيل يجب أن لا يتزعزع، وكذلك سعينا لتحقيق السلام". مؤكدًا التزامه بأمن إسرائيل، لكنه يعتبر الوضع الراهن مع الفلسطينيين غير مستدام ويدعم حل الدولتين. ويطالب حماس بالاعتراف بحق إسرائيل في الوجود ونبذ العنف.
ويعارض أوباما إنشاء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، وهي مسألة تسبب خلافاً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. كما يصر أوباما على أن العلاقة مع إسرائيل في "وضع جيد"، ولكنه لم يزر إسرائيل خلال الفترة التي قضاها في منصبه.
وكان رومني قد قال في هذا الشأن: "إن مفتاح التفاوض على سلام دائم هو أن تتيقن إسرائيل أنها ستكون آمنة". واصفًا إسرائيل بأنها أقرب حليف للولايات المتحدة، وينتقد أوباما لإبعاد نفسه عنها. وهو أكثر انفتاحًا على المستوطنات اليهودية ويريد التركيز أكثر على تحسين الظروف المعيشية في الأراضي الفلسطينية بدلاً من منح الفلسطينيين وضعًا سياسياً.
كذلك فقد دعا إلى النظر في جدوى حل الدولتين. وزار إسرائيل خلال حملته الانتخابية وأثار موجة تنديد واسعة حين قال إنه "ليس لدى الفلسطينيين رغبة على الإطلاق في إرساء السلام".