صدر للشاعر الفلسطيني المقيم في النرويج محمد خضر الزبيدي ديوان شعري عن دار "أزمنة" للنشر والتوزيع (عمان) عنوانه: "النوارس تهاجر إلى الشمال"، حيث يقول في إحدى قصائده:
آه ... لو تدرين ما معنى اشتياقي
لرؤى عينيك ساهرة ويملؤها التمني
فاسمعيني رنّة الموال يملأني
امتداد الجرح والأيام تمضي
كلما عصفت رياح الليل تحملني الهواجس
ما الذي يبكيك يا طير النوارس
أنت والأحباب تجمعنا كؤوس الليل
والأشواق راقصة على شفة التمني
أفنيت عمرَكَ مُنذ أن كان الهوى
غرِدًا وتأكلك المنافي
في بلاد قالت الصحراء عنها
لست مني
هكذا، ففي مجمل قصائده يتحدث الشاعر عن الحنين والغربة والوجد، فهو شاعر تنقل بين فلسطين والأردن ولبنان وسوريا، ملخصًا لرحلته الفلسطينية، بمرارتها، وقساوتها، وتفاصيلها الحميمة، ففي قصيدة أخرى له يعبر عن ذلك قائلا:
أنا علقت أحزاني على جرح من الزمن
وقلت لكاتب التاريخ لا تكتب
فيا حزني
فنحن اليوم قيثار
يشكو رنَّة الوتر
فلا صوت لنا في البيد
يحاكي غابة الحزن
فألحاني ممزقة
على وتر من الشجن
فيا قمرًا يمزقني
على أشلائه وطني
وتشغل الأمكنة مكانة أثيرة في قصائد الديوان، التي تضج بالحياة والجمال والشوق، ففي قصيدته عمان يقول الشاعر:
عمان
أقسمت بالحناء من شجر الأضاحي
شدي الوشاحة على الجراح
مدي الجديلة يا جميلة
عيناك سرّ المعجزة
كيف يفرح العندليب
نجمة الصبح وأحلام القبيلة
من هنا مروا
هكذا قالت أساطير الرعاة
دمعتان
هذا ديوان شعر ضمن ديوان الشعر الفلسطيني المتدفق، فالفلسطينيون ينزفون أيضًا شعرًا وشوقًا وحبًا وحياة.