فى حى الفجالة الواقع بين شارع كلوت بك والظاهر جنوب شارع رمسيس، وقف فيكتور شمة نائب المدير التنفيذى بجمعية النهضة العلمية والثقافية بجزويت القاهرة، وصديقه إبراهيم سعد المسئول الفنى، يرسمان الحلم بتحويل المكان الذى يحوى محال الورق والأدوات الصحية إلى مكان ثقافى من خلال مشروع أتيليه الشارع خلال السنوات الخمس المقبلة. مشروع «أتيليه الشارع» سوف يبدأ فاعلياته للسنة الثالثة فى منتصف أكتوبر الحالى، بالاشتراك مع ائتلاف الفنانين التشكيليين، منهم: إبراهيم سعد، هبة صالح، إيمان نبيل، مصطفى البنا، بحسب فيكتور شمّة.
يقول فيكتور: «أتيليه الشارع يعتمد على روح العمل الجماعى والتطوعى لرسم الجداريات والجرافيتى، ويستلهم الفنان التصميمات من خلال تحاورهم مع سكان الحى، الذين يحملون ذكريات تتعلق بالأماكن وبالأشخاص، وأحلام لم تتحقق بعد».
يبتسم فيكتور ويقول: «أهالى الحى اختاروا تصميمات مختلفة، يعنى عم عاطف صاحب محل الأدوات الصحية اختار صور نباتات، ومدام هدى رمسيس اختارت صورة ليلى مراد».
«أتيليه الشارع» بدأ فى عام 2010، بمبادرة من الفنان التشكيلى محمد عبلة والشهيد أحمد بسيوني، بهدف تحويل شوارع القاهرة إلى معرض فنى كبير لتزيين جدارن المنازل والمحال والأرصفة.
بدأ أتيليه الشارع منذ سنتين، وكان ضمن الورش الفنية التى تقيمها الجزويت.
«جزويت القاهرة» بالفجالة، والتى تأسست عام1998، على يد الآباء والإخوة اليسوعيين، وبعض المصريين من المسلمين والمسيحيين المهتمين بالقضايا الفنية والثقافية.
وكان البرنامج الثقافى للجزويت يحمل كل عام عنوانا مثل أصوات الفجالة، والفجالة منورة بأهلها، ويستمر البرنامج من 6 إلى 7 شهور، وينتهى الموسم بمجموعة من العروض الفنية بمشاركة أهالى الحى داخل قاعات الجمعية.
يستكمل فيكتور وهو يسير فى الشوارع المجاورة للجمعية: «أول مهرجان كان فى شارع مهرانى مقر الجمعية، أغلب الرسومات عبرت عن محال الأدوات الصحية والميكانيكا، اختتم البرنامج باحتفال عند استوديو «ناصيبيان» ثانى استوديو خاص على مستوى مصر».
يقف فيكتور فى شارع بستان المقدسى، «هنا كان المهرجان الثانى، بدأ عمل جداريات فى الشارع مستلهمة أشكال من الثورة».
وفى شارع قصر اللؤلؤة، بدأ المهرجان الثالث والذى يأمل فيكتور ورفاقه أن يستمر لمدة خمس سنوات تبدأ من نصف اكتوبر الحالى.
بعد الثورة كما يرى ابراهيم سعد المسئول الفنى، «الجدرايات بدأت تنتشر وأصبح المهتمين بها اكثر ووصل عدد المتدربين فى أتيليه الشارع إلى ما يقرب من 40 متدرب، شعرنا أن المشروع بيكبر، لذلك فكرنا أن يكون مشروعا مستقلا».
يقف فيكتور وابراهيم عند جدارية كبيرة تبدأ برسمه لمزارع الفجل التى كانت تملأ الحى، وتتحول بعد ذلك إلى شريط سينما يخرج منه الفنانو الذين كانوا يأتون إلى استديو نصبيان ويتوسطهم شخص.
يقول فيكتور «عم فتحى صاحب أقدم مقهى فى الفجالة، وكان يعمل كومبارس فى أفلام زمان».
تمويل المشروع من التبرعات كما يقول ابراهيم، «الأهالى تتبرع بالألوان وفى محلات بتوزع الدهانات والفرش والأطباق لخلط الألوان وأحيانا تدفع الجمعية».
التحديات كما يراها فيكتور «تنظيمية اكثر، لأن أغلب المشاركين طلبة مرتبطون بالدراسة».