نائب محافظ سوهاج يفتتح أول مؤتمر للذكاء الاصطناعي بمشاركة 1000 شاب    نقابة المحامين توضح إرشادات يجب اتباعها خلال استطلاع الرأي بشأن رسوم التقاضي    بعد الزيادة.. مصروفات المدارس الحكومية والتجريبية لغات بالعام الدراسي الجديد 2025- 2026 (لكل الصفوف)    وزارة التضامن تقرر إضفاء صفة النفع العام على 3 جمعيات    ارتفاع جديد في سعر الذهب منتصف تعاملات السبت 21 يونيو 2025    وزير الإسكان يوجه بالانتهاء من أعمال الكهروميكانيك بمحطتي مياه شرب العدوة    وزير العمل ومحافظ كفرالشيخ يتفقدان الوحدة المتنقلة للتدريب المهني لتنمية مهارات الشباب    التخطيط تكشف ملامح "خطة المواطن الاستثمارية" لمحافظة الإسماعيلية لعام 2024/2025    رئيس الوزراء يتابع جاهزية الشبكة القومية للغاز الطبيعي لتأمين الإمدادات    وزير المالية: لا زيادة فى الضرائب بالموازنة الجديدة    قطر: نبذل جهودا حثيثة لخفض التصعيد بين إيران وإسرائيل    انطلقت اليوم.. سفير فلسطين بالقاهرة يتفقد لجان امتحانات الثانوية لطلبة فلسطين في مصر    بايرن ميونخ يعادل برشلونة ويلاحق إنجاز الريال فى كأس العالم للأندية    الناشط الفلسطيني محمود خليل حرًا بعد احتجاز 3 شهور في الولايات المتحدة    الرئيس السيسي وملك البحرين يحذران من اتساع دائرة الصراع بين إيران وإسرائيل    محمود عاشور حكمًا لتقنية ال "VAR" في مباراة مانشستر سيتي والعين بكأس العالم للأندية    تقرير| صن داونز على موعد مع التاريخ أمام بوروسيا دورتموند    إمام عاشور يغادر معسكر الأهلي المغلق في نيوجيرسي    البرازيل تتقدم بطلب رسمي لاستضافة كأس العالم للأندية    ارتفاع عدد المتوفين ل 8 أشخاص بعقار حدائق القبة المنهار    مباحث الأقصر تضبط عنصر إجرامي تخصص في الاتجار بالمخدرات بمنطقة المريس    دون وقوع إصابات بشرية.. انقلاب سيارة محمله بأدوية بطريق الفيوم الصحراوي    وكيل الأزهر يطمئن طلاب الثانوية بشأن امتحان الفيزياء: «تتم دراسة ملاحظاتكم» (صور)    المشدد 15 عاما لعاملين لاستعراضهما القوة وإصابة شخص بعاهة مستديمة بالقليوبية    خبير: إيران تستعيد توازنها وتلجأ لاستراتيجية استنزاف طويلة ضد إسرائيل    ذكرى ميلاده.. عبد الحليم حافظ "صوت الثورة" الذي لا يغيب    رئيس وزراء صربيا يزور دير سانت كاترين بجنوب سيناء ضمن جولته في مصر    آداب وأخلاق إسلامية تحكم العمل الصحفي والإعلامى (4)    وزير الصحة يتفقد مستشفى مدينة نصر للتأمين الصحي ويوجه بقرارات فورية    طب قصر العيني" تعتمد تقليص المناهج وتطلق برنامج بكالوريوس الطب بالجامعة الأهلية العام المقبل    لتجنب الشعور بالألم.. كيف يعيش مرضى الضغط والسكري صيفا آمنا؟    بداية جديدة وأمل جديد.. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة    البابا لاوُن الرابع عشر: حرية الصحافة هي خير عام لا يمكن التخلّي عنه    وزير الخارجية يبحث مع مجموعة من رجال الأعمال الأتراك سبل تعزيز الاستثمارات التركية بمصر    تفاصيل الكشف الأثري الجديد بتل الفرعون في محافظة الشرقية    وائل جسار يُقبل عَلَم المغرب في حفله ب مهرجان موازين    "سينما 30" و"الإسكافي ملكا" الليلة بروض الفرج والسامر ضمن فعاليات مهرجان فرق الأقاليم المسرحية    «قصور الثقافة» تنظم أنشطة فنية وثقافية للأطفال احتفالاً ببداية الإجازة الصيفية    جامعة كفر الشيخ الخامسة محليا في تصنيف التايمز البريطاني    بكين تعلن إجلاء 330 صينيا من إيران و400 من إسرائيل    رسميًا.. اليوم بداية فصل الصيف في مصر (تفاصيل)    ضبط عددا من قضايا الاتجار غير المشروع بالنقد الأجنبي خلال 24 ساعة    بتكلفة تبلغ 100 مليون شيكل.. إسرائيل تعتزم إنشاء مئات الملاجئ (تفاصيل)    رئيس جامعة الأزهر: العقل الحقيقي هو ما قاد صاحبه إلى تقوى الله    انطلاق انتخابات صندوق الرعاية الاجتماعية للعاملين بشركات الكهرباء    الصحة: عيادات البعثة الطبية المصرية استقبلت 56 ألفا و700 حاج مصرى    مينا أبو الدهب يحتفل بخطوبته على فتاة من خارج الوسط الفني    رسالة أمل.. المعهد القومي ينظم فعالية في اليوم العالمي للتوعية بأورام الدم    ديمبلي يزف بشرى سارة لباريس سان جيرمان قبل مواجهة سياتل ساوندرز    «خلوا عندكم جرأة زي بن شرقي».. رسائل من وليد صلاح الدين ل مهاجمي الأهلي    جامعة القاهرة تطلق من المعهد القومي للأورام رسالة أمل فى اليوم العالمي للتوعية بأورام الدم    منى الشاذلي تتصدر تريند جوجل بعد استضافتها نجل حسن الأسمر: "كتاب حياتي" يُعيد الجمهور إلى زمن الأغنية الشعبية الذهبية    الرئيس الأمريكى يعلن توقيع إتفاق سلام بين رواندا والكونغو    حكم صيام رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء توضح    تركي آل الشيخ يكشف سبب إقامة "نزال القرن" في لاس فيجاس وليس في السعودية    مؤمن سليمان يقود الشرطة للفوز بالدوري العراقي    عيار 21 الآن وأسعار الذهب اليوم في مستهل تعاملات السبت 21 يونيو 2025    خطيب الجمعة بالأزهر: الإيمان الصادق والوحدة سبيل عزة الأمة الإسلامية وريادتها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



متى توقف واشنطن مساعداتها لمصر؟
نشر في الشروق الجديد يوم 12 - 10 - 2012

كانت صورة البث الحى المباشر لما يجرى خارج محيط السفارة الأمريكية فى القاهرة والمعروضة على شاشات محطة فوكس الإخبارية، وغيرها من المحطات الإخبارية الأمريكية، من احتجاجات ومظاهرات عنيفة بسبب الفيلم المسىء للرسول محمد شيئا لا يمكن تصديقه بالنسبة للعديد من المذيعين ومقدمى البرامج الحوارية على المحطة المعروفة بتوجهاتها المتشددة وسيطرة فكر المحافظين الجدد عليها.

وطالب بعض مقدمى البرامج بضرورة عقاب مصر، وقطع كل أنواع المساعدات الأمريكية المقدمة للقاهرة، وضرورة عقاب حكام مصر الجدد أصحاب التوجهات الإسلامية. وبين محطات الأخبار الأمريكية، تعد فوكس الأكثر مشاهدة ويبلغ عدد مشاهديها ضعف نظرائهم فى محطة سى إن إن الشهيرة. وطالب بيل أوريللى الذى يعد أهم مذيع بالمحطة، وهو صاحب أكثر البرامج شعبية (يشاهده يوميا 2.3 مليون شخص)، بمقاطعة مصر اقتصاديا وسياحيا وعسكريا. وتساءل المذيع الشهير أوريللى، متى توقف إدارة أوباما مساعداتها الاقتصادية والسياسية لمصر؟ وهل هذه المظاهرات العنيفة هى ما تستحقه أمريكا التى تسلح الجيش المصرى، وتساهم فى رفع المعاناة الاقتصادية والمعيشية عن كاهل المواطن المصرى بما تقدمه من مساعدات يبلغ أجمالها السنوى 1.55 مليار دولار. وكان جوهر غضب أوريللى من سلوك أوباما يتعلق بغياب تحديد خطوط حمراء إن تعدتها مصر يتم قطع المساعدات المقدمة لها على الفور.

●●●

وعقب هذه الاحتجاجات جاءت خطوة تجميد النائبة الجمهورية كاى جرانجر، من ولاية تكساس ورئيسة لجنة المخصصات الفرعية بمجلس النواب لمبلغ 450 مليون دولار موجهة لمصر فى إجراء يتماشى مع صلاحياتها القانونية. وهذا المبلغ ليس جزءا من المساعدات السنوية المقدمة لمصر، بل هو جزء من اتفاق أمريكى مع الحكومة المصرية لإسقاط مليار دولار من ديونها المستحقة لمساعدة القاهرة فى تعزيز الاقتصاد المتعثر، خاصة فيما يتعلق بعجز الموازنة الحكومية.

وترى جرانجر أن هذه المساعدات تجىء فى وقت «لم تكن العلاقات الأمريكية المصرية موضع مراقبة دقيقة وبشكل مبرر تماما كما هى اليوم»، إلا أن وزارة الخارجية الأمريكية سارعت لطمأنة الجانب المصرى، وقالت المتحدثة باسمها إن وزارتها ستتعاون مع الكونجرس من أجل الإفراج عن هذه المساعدات، إضافة لدعم تقديم حزمة قروض بقيمة 4.8 مليار دولار من صندوق النقد الدولى لمصر.

وأخيرا هاجم مرشح الرئاسة الجمهورى ميت رومنى فى خطابه عن السياسة الخارجية، مساء الاثنين الماضى، إدارة الرئيس أوباما لجميع قضايا الشرق الأوسط، وخص مصر بقوله «سأستغل نفوذى بما فى ذلك وضع شروط واضحة على معونتنا لحث الحكومة المصرية الجديدة على أن تمثل كل المصريين ولكى تعمل من أجل بناء مؤسسات ديمقراطية.. يتعين علينا أيضا إقناع أصدقائنا وحلفائنا بوضع شروط مماثلة على معوناتهم».

●●●

ويوضح ذلك كله أن قضية المساعدة الأمريكية التى تقدم سنويا لمصر، وبلغ مجموعها حتى هذا العام ما يقترب من 75 مليار دولار، ما زالت تحتاج إلى تسليط الضوء عليها، والاستعداد لسيناريوهات المستقبل غير المعروفة.

إلا أنه يجب أن نميز بوضوح بين المساعدات العسكرية، والمساعدات غير العسكرية، والتى ينضوى تحتها المساعدات الاقتصادية وتمويل برامج تعليمية وحقوق الإنسان ودعم الديمقراطية.

وتعد المساعدات العسكرية التى تبلغ قيمتها 1.3 مليار دولار هى المحك الحقيقى للعلاقات بين القاهرة وواشنطن. ويعد أى تخفيض أو وضع شروط حقيقية على تقديمها بمثابة دليل واضح على حدوث تغير حقيقى فى علاقات الدولتين. ويجب أن نتذكر هنا ما قاله الرئيس الأمريكى نفسه فى لقاء تليفزيونى «إن مصر تحت حكم النظام الجديد ليست حليفا ولا عدوا للولايات المتحدة».

فى السابق لم يترك الكونجرس فرصة أثناء حكم الرئيس حسنى مبارك، أو بعد سقوطه، إلا وهدد بفرض شروط على المساعدات العسكرية والاقتصادية لمصر. إلا أن المساعدات لم تمس. كذلك لم يؤد اقتحام قوات الأمن المصرية أثناء حكم المجلس العسكرى لمقار منظمات أمريكية عاملة فى مصر، ومحاكمة بعض العاملين فيها لوقف هذه المساعدات.

●●●

واشنطن تخشى خسارة الحليف المصرى، لم تجرؤ واشنطن على هذه الخطوة قبل الثورة، ولن تقدم عليها بعدها إلا إذا تعدت مصر الخطوط الحمراء التى لا يوجد لها تعريف واضح سوى الحفاظ على معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، أو شيئا من خارج التوقعات مثل عدم منح القوات الأمريكية «معاملة خاصة» أثناء مرورها فى قناة السويس، أو سعى مصر لاستبدال تسليحها الأمريكى بسلاح روسى وصينى، أو سعى مصر للحصول على سلاح نووى.

واليوم تدرك واشنطن أن مستقبل علاقاتها المستقبلى مع مصر أصبح مختلفا عما عهدته خلال السنوات الثلاثين الماضية. ويطرح هذا كله عدة تساؤلات حول ضرورة تغيير نمط علاقة الدولة المصرية وأجهزتها المختلفة بالولايات المتحدة. ويجب أن يبدأ هذا التغيير بتحديد واضح لأهدافنا من العلاقة مع أمريكا سواء كانت علاقات خاصة، أو حتى علاقات عادية.

فى عالم السياسة لا تقدم الدول لبعضها البعض مساعدات مجانية أو بدون مقابل، فالمصالح هى ما يجمع بين الدول، وهذه المصالح قليلها مستمر ومستقر، وأكثرها متغير وغير ثابت. وفى الوقت الذى يتذكر الأمريكيون كثيرا أنهم يقدمون مساعدات عسكرية وغير عسكرية كبيرة لمصر، يتجاهلون ما تكسبه وتجنيه الولايات المتحدة مقابل تلك المساعدات. ويتناسى المسئولون الأمريكيون حقيقة أنه فى عالم السياسة لا تقدم الدول لبعضها البعض مساعدات مجانية أو بدون مقابل.

●●●

وعلينا أن نعرف بيل أوريللى، ومحطة فوكس، أن ال2.4 مليون دولار (مقدار ما تقدمه واشنطن يوميا لمصر) ليس صدقة أو عطفا، بل هو الحد الأدنى على دور كبير تقوم به القاهرة فى خدمة الأهداف الأمريكية فى كل منطقة الشرق الأوسط.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.