حذر علي جمعة، مفتي الجمهورية، من نشر المذهب الشيعي في مصر، وقال: "إن نشر التشيع في الدول السنية سيؤدي إلى الفتنة وعدم الاستقرار، وزعزعة الأمن المجتمعي". وأكد المفتي، في محاضرة اليوم الثلاثاء، أن المصريين نشؤوا ودرجوا، ولا وجود لمذهب الشيعة في مصر، مضيفًا: «نبحث عن المشترك الذي يوحد الأمة، ويطفئ الفتنة، إلا أن ذلك لا يجب أن يكون على حساب الثابت من الدين».
ولفت المفتي إلى أن هناك خمس نقاط رئيسية للخلاف مع الشيعة؛ أولها العقيدة حيث يعتقد الشيعة بعقيدة «البداء» والتي تعني أن الله -سبحانه وتعالى- قد قضى شيئًا ثم غير رأيه، وتراجع عن قضائه، وهو ما نرفضه؛ لأن أهل السنة يعتقدون أن الله كشف الغيب انكشافًا تامًّا وعلمه علمًا تامًا، وأنه -سبحانه وتعالى- عظمته لا تدركها العقول.
وأضاف فضيلته، أن الأمر الثاني الذي نختلف فيه مع الشيعة هو قضية تحريف القرآن؛ حيث يدعي بعض علماء الشيعة بتحريف القرآن الكريم، وهو الأمر الذي نرفضه نحن أهل السنة، كما هاجمه الشيعة المعاصرون وحاولوا إخفاءه.
وشدد المفتي على أن قول الشيعة بتحريف كتاب الله أمر لا يقبله مسلم، وأن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد على وجه الأرض الذي يحفظه العربي والأعجمي بكل اللغات، وهي معجزة كبرى.
أما عن القضية الثالثة التي نخالف فيها الشيعة، فقال الدكتور علي جمعة: "هي قضية عدالة الصحابة، وسب الشيعة للصحابة الكرام؛ حيث إن في كتبهم شتائم على الصحابة لا يتلفظ بها مسلم"، مشيرًا إلى أن إحدى مرجعيات الشيعة ألف كتاب يتكون من 110 مجلدات، يحتوي خمسة منهم على سب الصحابة، وقام الشيعة بحذف الأجزاء الخمسة بعد أن اجتمعوا وارتأوا حذفها؛ حتى لا ينكر أحد عليهم هذا الأمر.
وعن القضية الرابعة التي نخالف فيها الشيعة هي مبدأ التقيَّة، أشار المفتي إلى أن الشيعة يلجؤون إلى الكذب للخروج من أجل نصرة مذهبهم، مؤكدًا أننا نحن أهل السنة لا نكذب لا في ضغط ولا غيره.
أما عن قضية عصمة الأئمة، فقال فضيلة المفتي: «إن أهل السنة لا يقرون بعصمة أحد إلا الأنبياء، أما الأئمة من أهل البيت فهم محفوظون لعلمهم وتقواهم، ولكنهم ليسوا معصومين، وليسوا مصدرًا للتشريع».
وقال مفتي الجمهورية: «محاولات كثيرة حاولت التوفيق بين السنة والشيعة؛ كان على رأسها محاولة عدد من مشايخ الأزهر منهم الشيخ محمود شلتوت، والشيخ منصور رجب، والشيخ عبد العزيز عيسى، والشيخ عبد الله المشد، والشيخ محمود المدني، والشيخ الباقوري؛ حيث اجتمعوا مع عدد من مرجعيات الشيعة ليناقشوا الفكر بالفكر، وأصدروا مجلة أسموها "رسالة الإسلام"، وصدرت بداية من أغسطس عام 1964 ولمدة 15 عامًا، كان يتم فيها نشر المناقشات بين علماء السنة والشيعة، إلى أن توقفت.»