تأسست الأممالمتحدة كمنظمة دولية ترعى شئون العالم بدلاً من عصبة الأمم التي استمرت في الفترة من 1919 إلى 1946 ، بعد أن فشلت الأخيرة في القيام بدور يذكر في منع نشوب الحرب العالمية الثانية. وكان أول من استخدم مصطلح "الأممالمتحدة" الرئيس الأمريكي الأسبق تيودور روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل عام 1942 ، وكان ذلك خلال إعلان عن تجمع للحلفاء تحت ميثاق حلف شمال الأطلنطي. وفي 25 أبريل 1945 ، اجتمع رؤساء 50 دولة في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية ليضعوا ميثاق الأممالمتحدة التي تم إعلان تأسيسها رسمياً في يوم 24 أكتوبر 1945. ويصل عدد الدول الأعضاء الآن في الأممالمتحدة إلى 192 دولة , والعضوية فيها مباحة لجميع الدول التي تأخذ على نفسها الإلتزام بما يقره ميثاق الأممالمتحدة. وكانت مصر من الدول الأعضاء في الأممالمتحدة منذ تأسيسها. وتنقسم الأممالمتحدة إلى ستة أجهزة وهي : الجمعية العامة – مجلس الأمن – مجلس الوصاية – محكمة العدل الدولية – المجلس الاقتصادي والاجتماعي – الأمانة العامة. وتتولى الأمانة العامة للمنظمة العديد من المهام منها إدارة ومراقبة السياسات التي تضعها الأممالمتحدة وتنظيم المؤتمرات الدولية وإعداد الدراسات عن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية في العالم . ويرأس الأمانة العامة الأمين العام الذي يتم تعيينه بناء على توصية من مجلس الأمن لفترة خمس سنوات قابلة للتجديد. ويرأس الأمانة العامة حاليا الأمين العام بان كي مون وهو كوري الجنسية ، وكان الدكتور بطرس غالي هو المصري والعربي الوحيد الذي تولى هذا المنصب من قبل ، بينما جاء بعده الغاني كوفي أنان ، ثم بان كي مون. ويتم تمويل خزانة الأممالمتحدة من اشتراكات ومساهمات الدول الأعضاء , وتبلغ ميزانيتها 4.19 مليار دولار. ومن أكبر المساهمين في تمويل الأممالمتحدة : الولاياتالمتحدة واليابان وألمانيا. وتضطلع الأممالمتحدة بالعديد من المهام الهامة مثل حفظ السلام في المناطق التي تعاني من صراع مسلح , وحفظ الأمن الدولي , والحد من انتشار الأسلحة وخاصة الأسلحة النووية والبيولوجية , والعمل على نشر الوعي بحقوق الإنسان , والمساهمة في التطور الاقتصادي والاجتماعي للدول الأعضاء. ولكن الأممالمتحدة تواجه دائما العديد من الانتقادات بشأن عدم مقدرتها على مواجهة العنف في كثير من المناطق , مثل فشلها في منع الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994 , وفشلها في تقديم المساعدات الإنسانية أو التدخل في حرب الكونجو الثانية , كذلك لم تستطع منع الأزمة الإنسانية التي حدثت مؤخراً في دارفور ، وهي متهمة أيضا باتباع سياسية "الكيل بمكيالين" عند التعامل مع بعض القضايا وعلى رأسها القضية الفلسطينية المستمرة منذ عدة سنوات دون أن توجد أي بادرة في الأفق لحلها أو لتطبيق قرارات الأممالمتحدة السابقة بشأنها.