«لم يعد للسرية مكان فى العالم المعاصر» هكذا تقول فلسفتهم، مجموعة من شباب مصرى متفاوت الاعمار قرروا الاحتفال والمشاركة بفاعلية فى الذكرى ال39 لحرب أكتوبر 1973، وحتى لا تكون مجرد (ذكرى)، بادروا بإنشاء صفحة الكترونية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» باسم (ابطال حرب أكتوبر الأصليون). محاولة جماهيرية بامتياز لتوثيق تاريخ كتبه ابطال المعركة بالدم على رمال صحراء سيناء، فى مواجهة تجاهل دام نحو أربعة عقود من الزمن لأبطال الحرب «الأصليين»، وبدا احتلال الرئيس المخلوع حسنى مبارك صاحب «أول طلعة جوية» لصدارة مشهد التأريخ مثالا صارخا على ذلك التجاهل.
يقول مؤسسو الصفحة الإلكترونية فى تعريفهم لأسباب تكوينها إنها «تحية اعتزاز وتقدير لأبطال حرب اكتوبر وما سبقها من معارك ضد الاحتلال الإسرائيلى وما سيلحقها من نضالات من قبل احفاد ابطال اكتوبر».
وفى جمل بسيطة وسريعة أرّخ القائمون على الصفحة على طريقتهم الشبابية السريعة لتاريخ حرب أكتوبر، وقالوا إن حرب 1967 سميت بحرب الأيام الستة، لكنه وبعد 6 سنوات، وفى نفس المكان وعلى نفس ساحة المعركة، نجح الجيش المصرى فى هزيمة «الجيش الذى لا يقهر» فى 6 ساعات فقط.
ويضيف القائمون على الصفحة «كنا طوال سنوات مضت نحتفل بانتصارات اكتوبر دون ان نعرف أو نقرأ عن ابطالها الحقيقيين وهذه الصفحة انشئت كتقدير واعتذار واجب».
وبدا لافتا حرص مؤسسى «الأبطال الأصليون» على أن تكون صورة «بروفايل» الصفحة لرئيس اركان حرب القوات المسلحة الراحل الفريق سعدالدين الشاذلى «أيقونة حرب أكتوبر»، وحرص المؤسسون كذلك على إبراز نماذج من ابطال الحرب من أمثال الشهيد ابراهيم الرفاعى قائد المجموعة 39 التى قاومت حصارا مريرا من العدو الإسرائيلى، وقدمت بطولات أقرب ما يكون للأساطير.
وحرصت الصفحة التى تجاوز عدد المتابعين لها 6 آلاف شخص، وتتزايد بين اللحظة والأخرى، حرصوا على دعوة «كل من له ذكرى عن حرب اكتوبر او عن قريب له شارك فى تلك الحرب او عايشها سواء ان كان عسكريا أو فى القطاع المدنى»، لمراسلتهم لنشر حكايته وبالصورة إن وجد.
وفى وقت محدود استقبلت الصفحة حكايات ومعلومات موثقة بالصور والأسماء للكثير من أبطال حرب أكتوبر من كافة الأسلحة، كانت فى معظمها من أهالى الشهداء سواء كانوا أخوة أو احفادا.
الصفحة لم تهتم فقط بتاريخ البطولة، ولكنها حرصت ايضا على رصد سجلات الخيانة مثل حكاية الجاسوس إبراهيم سعيد شاهين وزوجته انشراح موسى وأولادهما اللذين كانا يتجسسان ويصوران المواقع العسكرية الحربية لإرسالها إلى إسرائيل، واستخدما أولادهما فى التقرب من ابناء رتب كبيرة فى القوات المسلحة لمعرفة أكبر قدر ممكن من المعلومات عن الجيش المصرى قبل حرب أكتوبر، وانتهى المطاف بالجواسيس فى قبضة المخابرات المصرية.