«كباريه سياسى» جديد يقدمه المخرج المسرحى جلال الشرقاوى من خلال مسرحية «الكوتش» التى يناقش فيها مشكلة تداول السلطة التى كان ولايزال ينادى بها الشعب المصرى وكانت سببا رئيسيا فى إندلاع ثورة يناير. الشرقاى بدأ مؤخرا البروفات الأولية للمسرحية بعد أن وقع اختياره على الفنان طلعت زكريا ليقوم ببطولة المسرحية إلى جانب انتصار وأحمد زاهر وعادل الشرقاوى وشباب مسرح الفن ومن تأليف صلاح متولى. يقول جلال الشرقاوى ل«الشروق»: المسرحية لون من ألوان المسرح العالمى يسمى «الكباريه السياسى» وقد أسىء فهم هذه الكلمة من بعض النقاد الذين تصوروا أن ما يقدم فى هذه النوعية من المسرحيات يشبه الملاهى الليلية ولكنها فى الأصل كلمة ألمانية «cabaret» تعنى المنتدى الثقافى الذى يناقش فيه أمور السياسة والاقتصاد وغير ذلك، وهو شكل قديم بدأ فى أمريكا باسم مسرح «الجريدة اليومية» سنة 1924. وأضاف: أول من أدخل هذا الشكل للمسرح المصرى الراحل نبيل بدران فى رواية «البعض يأكلونها والعة» فى بداية السبعينيات إخراج هانى مطاوع وتمثيل شباب الجامعة، وقد أثارنى جدا حتى طلبت من بدران أن يكتب لى مسرحية على هذا النسق فكتب لى «بولوتيكا» سنة «86» ولعب دور بطولة فيها الراحل حسن عابدين وهى التى افتتحت بها مسرح المنتزه بالإسكندرية.
وحول «الكوتش» قال: هى مسرحية تتحدث عن العدالة بمعانيها المختلفة وهى قصة كتبها صديقى صلاح متولى الذى تعاونت معه مسبقا فى عرض «حودة كرامة»، تحكى قصة الحكم فى ملعب كرة القدم عندما يميز فريق لصالح الآخر محققا معنى الظلم، مشيرا إلى أن الفكر يرفض ذلك على المستوى العام فنجد الحكم فى البيت والعمل والوزارة والقيادة وفى كل مكان وفى النهاية يوصلنا العرض لأهمية تداول السلطة بين الأشخاص ومنع احتكار أى إنسان للحكم وحيدا.
وحول ما إذا كانت المسرحية مواكبة للأحداث السياسية المتلاحقة التى تشهدها الساحة فى مصر، قال: لم أدخل أى تعديلات تخص تطور الأحداث على الإطلاق لأننى أناقش القيمة المطلقة للعدالة وليس حدث بعينه، فالعرض يهتم بالعدالة والحرية والديمقراطية على حد سواء لأن العدالة ليست مرتبطة بأى مكان ولا بأى زمان.
الفنان طلعت زكريا، الذى يلعب دور «الكوتش» بطل العمل، يقول: المسرحية تحمل العديد من الإسقاطات السياسية التى تدور حول ضرورة تداول السلطة فى المجتمعات لضمان عدم احتكار فصيل بعينه على زمام الأمور السياسية فى أى دولة ونحن فيها نسلط الضوء على ذلك الأمر من خلال شخصية «الكوتش» الذى عانى الظلم فى بداية مشوراه الرياضى عندما كان لاعبا لكرة القدم حتى أنه تعرض للكسر والحرمان من نزول المستطيل الأخضر بسبب حقد بعض اللاعبين عليه حيث كان لاعبا متميزا، وحينما أصبح مدربا للفريق فوجئ بحاقدين آخرين يكررون نفس الاضطهاد مع لاعبيه عندما سعى لاعب آخر لكسر اللاعبين المتميزين لديه بالفريق خاصة بعد أن استطاع الكوتش أن يصعد بفريقه البسيط إلى دورى الدرجة الأولى.
الفنانة انتصار، التى تشارك زكريا بطولة المسرحية، تلعب دور خطيبة الكوتش المحامية التى تحاول بالقانون أن تعيد له حقه المسلوب من خلال رفع القضايا على كل من يضطهده فى حياته.
وتقول انتصار إن تقديم مسرحية فى ذلك التوقيت الحرج الذى تمر به مصر يعد مغامرة كبيرة تحسب للشرقاوى الذى عود جمهوره لأن يكون سباقا لتقديم المغامرات الفنية الراقية.