قد يصبح "جهاز مغناطيسى محمول" المنقذ الأخير لمرضى الصداع النصفى الذى يعانى منه الملايين حول العالم، فقد توصل فريق من العلماء الأميركيين إلى أن حمل مرضى الصداع النصفى لجهاز مغناطيسى محمول فى الجيب، هى وسيلة أكثر فاعلية ليصبحوا أحد المشاركين الفعليين والمشرفين على انتظام تلاقيهم للعلاج. وقد كشف العلماء بشركة "إيه.نورا للتكنولوجيا" بولاية "كاليفونيا" الأميركية النقاب عن أن الاستعانة بالجهاز المغناطيسى المحمول ساهم بصورة كبيرة فى خفض نوبات الصداع النصفى بنسبة 73% بين المرضى الذين انتظموا فى استخدامه.
وكان العلماء وعدد من أطباء المخ والأعصاب، قد أجروا سلسلة من الأبحاث الطبية على مجموعة من مرضى الصداع النصفى فى بريطانيا، خاصة مدن ليفربول وأبردين ولندن، حيث استعان المرضى بالجهاز المغناطيسى المحمول فى إرسال نبضات مغناطيسية إلى المخ لتحفيز الخلايا العصبية به.
وأشارت المتابعة، التى شملت نحو 60 مريضا يعانى من نوبات الصداع النصفى تم علاجهم بواسطة الجهاز المغناطيسى، إلى حدوث تحسن ملموس وتراجع فى نوبات ظهور هذه النوبات المرضية بين المرضى، بالمقارنة بأقرانهم ممن انتظموا فى تناول العقاقير الطبية والمسكنات المعالجة.
وأوضح العلماء أن حجم الجهاز المغناطيسى المحمول لا يتعدى حجم راديو صغير، ولا يزيد ثمنه عن 500 دولار، حيث يحمله المريض فى جيبه وعند الشعور ببدء نوبة الصداع يقوم بتثبيته فى مؤخرة الرأس والضغط عليه من أسفل ليبدأ فى إرسال النبضات المغناطيسية إلى خلايا المخ ليعمل على تنشيطها.
ويأتى التفكير فى الاستعانة بالتكنولوجيا فى علاج نوبات الصداع النصفى المزمنة بعد تضاعف معدلات استهلاك المسكنات ومضادات الالتهابات بصورة تنبأ بمزيد من المخاطر الصحية، بالإضافة إلى تنامى حوادث التسمم الدوائى بين الكثيرين من مرضى الصداع، نتيجة الإفراط فى تناول هذه المسكنات سعيا لتخفيف الآلام.