قالت وسائل الإعلام الإيرانية الثلاثاء إن إيران اقترحت في اجتماع مجموعة الاتصال الذي عقد في القاهرة الاثنين إرسال مراقبين من مصر والسعودية وتركيا وإيران إلى سوريا لوقف العنف هناك. وقالت وكالة إرنا الإيرانية الرسمية إن وزير الخارجية الإيراني على أكبر صالحي هو الذي قدم الاقتراح.
وعرض الوزير الإيراني أيضا استضافة اجتماع مجموعة الاتصال المقبل في طهران.
ودعا الوزير الإيراني أيضا إلى إجراء "محادثات سلام" للمساعدة في عملية الإصلاحات الأساسية، وتبني نهج ديمقراطي في سوريا.
وناشد صالحي جميع الأطراف بوقف متزامن للاشتباكات والعنف، مؤكدا على ضرورة الحل السلمي دون أي تدخل خارجي، ووقف الدعم المالي والعسكري والتدريب للمعارضة في سوريا.
وكانت الأممالمتحدة قد أنهت الشهر الماضي مهمة مراقبيها في سوريا التي بدأت في شهر أبريل/نيسان عقب فشل وقف إطلاق النار.
ومن المعروف أن موقف إيران الداعم للرئيس السوري بشار الأسد يخالف مواقف الدول الثلاث الأخرى في مجموعة الاتصال.
إذ إن مصر والسعودية وتركيا تطالب جميعا بتنحي الرئيس بشار الأسد من أجل استتباب السلام في سوريا، حيث قتل أكثر من 20 ألف شخص منذ بدء الانتفاضة في مارس/آذار 2011.
وتتهم إيران السعودية وتركيا بإمداد المتمردين في سوريا بالمعدات العسكرية.
وكان وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل قد تغيب عن الاجتماع الذي عقد الاثنين. وقيل إن سبب تغيبه هو تعافيه من جراحة أجريت له في الخارج.
وذكرت الأنباء أن المبعوث العربي الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي -الذي كان قد أنهى أول زيارة له إلى سوريا- قد حضر الاجتماع.
وقد وصل الإبراهيمي إلى مدينة هاطاي في تركيا حيث يقوم بزيارة إلى مخيم للاجئين السوريين هناك ولقاء مسؤولين في الحكومة التركية. ومن المقرر أن يتوجه بعد ذلك إلى الأردن لزيارة مخيم اللاجئين هناك.
اشتباكات
وميدانيا اندلعت اشتباكات عنيفة فجر الثلاثاء في الأحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في حلب كما أفاد سكان في ثاني كبرى المدن السورية، غداة سقوط 137 قتيلا في البلاد، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وبدأت المواجهات في حي بستان القصر، وحي الإذاعة المجاور اللذين تعرضا لقصف من القوات النظامية، بحسب ما أفاد السكان.
كما اندلعت مواجهات في حي السكري حيث يتحصن مقاتلو المعارضة، بحسب السكان.
وأوضح المرصد أن مدنيين لقيا حتفهما من جراء القصف الذي تعرض له حي الصاخور شرق حلب.
وأكدت القوات النظامية أنها سيطرت على حي الميدان بعد اشتباكات استمرت أسبوعا، لكنها نصحت السكان بتجنب بعض جوانب الحي، مشيرة إلى تحصن عدد من القناصة فيها.
وأشار مراسل لوكالة الأنباء الفرنسية في حلب إلى أن بعض أجزاء الحي ما زالت غير آمنة لعودة السكان. كما لاحظ المراسل الاثنين وجود جثث لعدد من المقاتلين في الميدان.
وذكرت صحيفة "الوطن" القريبة من النظام السوري أمس أن "وحدات من الجيش تمكنت من تطهير حي الميدان الحلبي من فلول المسلحين، في انتظار إعلانه منطقة آمنة خلال ال24 ساعة المقبلة"، مما "سيفتح الأبواب أمام تطهير" الأحياء المجاورة، ومنها باب الباشا وسليمان الحلبي والصاخور.
وفي محافظة حمص تعرضت مدينة الرستن للقصف فجر الثلاثاء، بينما سجلت اشتباكات على أطراف بلدة تلبيسة التي تعرضت أيضا للقصف، بحسب المرصد.
وفي دير الزور شنت طائرات حربية غارات على مدينة البوكمال صباح الثلاثاء، بحسب المرصد.
وقتل الاثنين 137 شخصا في مختلف المناطق السورية، هم 72 مدنيا و24 مقاتلا و41 جنديا نظاميا.