«أنا الآن وصلت إلى عامي ال83، ولم أتصور أن أشهد مثل هذا اليوم، ومهما أوتيت من كلمات لن أوف حق الرئيس مرسي الذي أعطاني حقي وكرمني أكثر من اللازم واعتبرها معجزة من الله».. هكذا بدأ الفريق فخري جلال محمود هريدي، مؤسس الصاعقة المصرية حديثه، بعد أن كرمته الدولة المصرية بعد طول نسيان. فهريدي، الذي أسس أول فرقة صاعقة مصرية عام 1955، قبل أن ينشأ السلاح بالكامل في 1957، ظل بعيدا عن الأضواء، لكنه قضى من عمره 45 عاما بعيدا عن الأضواء، تعرض خلالها للظلم والإبعاد.. وحكمين بالإعدام.
يقول مؤسس الصاعقة المصرية إن معاناته بدأت بدأت مع الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، الذي أبعده عن الجيش، وخيره بين وظيفة ملحق عسكري في الصومال أو الإحالة للتقاعد، خوفا أداة سلاح الصاعقة التي كان يعتقد في حينها أنها قد تكون تعد لانقلاب عسكري علي حكمه، وهو الوضع الذي استمر خلال الفترة التالية.
الدكتور ياسر علي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، قال إن «أجمل ما في مصر هو الوفاء»، خصوصا أن التكريم والتقدير بمنح الرئيس محمد مرسي لهريدي رتبة اللواء فخري أتى بعد هذا العمر الطويل، تقديرا من الدولة لرجالاتها العظام.
هريدي نجا من حكمين بالإعدام، أحدهما في سوريا، عندما كان قائدا للقوات في محافظة اللاذقية السورية خلال فترة الانفصال عن مصر عام 1961، حيث وضع في السجن، وحكم عليه بالإعدام وأذيع القرار، حيث تلقت زوجته العزاء لتأكدها أن سوريا نفذت الحكم.
نجاة مؤسس الصاعقة المصرية من الإعدام في سوريا تكررت في مصر، حيث حاكمه عبد الناصر بتهمة محاولة قلب نظام الحكم مع 70 ضابطا، ليحكم على 5 منهم بالإعدام، كان هريدي من بينهم، خفف بعدها الحكم إلى السجن المؤبد.
الدولة ردت اليوم اعتبار واحد من رجال القوات المسلحة العظيم، خصوصا أن التكريم الرسمي تم في قصر عابدين، المقر الرسمي للحكم في مصر، لكنه لا يعني أنه سيكون له دور معين في القوات المسلحة خلال الفترة المقبلة، بحسب هريدي، الذي شدد على أن القوات المسلحة الآن بقيادة الفريق عبد الفتاح السيسي في وضع جيد، و«لا تحتاج خبراته، لأن بها قواد عظام ولكن تربطنا علاقات أبدية ووفائنا الأكبر للوطن».