اهتمت وسائل الإعلام العالمية بتناول الفيلم المصرى «الشتا اللى فات» بعد عرضه السبت الماضى فى مسابقة «آفاق» التى تقام ضمن فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائى الدولى التاسع والستين، ونقلت عدد وسائل الأعلام تصريحات لمخرجه إبراهيم البطوط، ونشرت مجلة فارايتى موضوعا بعنوان «البطوط يكشف عن مأساة وراء السخط»، تناولت فيه الكاتب نيك فيفاريلى عن مخرج العمل إبراهيم البطوط وفيلمه، قائلا: «لابد أن يكون هناك دافع شخصى حمل هذا المخرج على أن يصور فيلم «الشتا اللى فات»، وقال إن سقوط الديكتاتور حسنى مبارك ووجود الناس فى ميدان التحرير، وكل الأحداث الأخرى ربما تكون ساعدت على تحريك هذا الدافع وخروجه فى صورة فيلم أراد به مخرجه منع تعرض الناس للتعذيب مرة أخرى». وينقل الكاتب المقال عن البطوط قوله: «لم أصرح من قبل أن هناك قصة خفية أو دافعا شخصيا وراء تقديمى لهذا الفيلم لم أشاركها مع الناس ففى عام 1996 تم إيقاف أخى الذى كان يعمل معى فى البوسنة بالمطار من قبل أمن الدولة وتعرض للتعذيب والوقوف عاريا لمدة خمسة عشر يوما بدون سبب، فكلنا تعرضنا للتعذيب والذل بشكل أو بآخر، وهذه هى الدوافع وراء تصويرى لفيلم «الشتا اللى فات».
وكشف إبراهيم البطوط فى حديثه عن رؤيته للمرحلة التى تعيشها مصر الآن قائلا: «مصر لا تزال تتصارع من أجل الانتقال من الحكم العسكرى إلى الديمقراطية التى يحاول الجميع أن يشعر بوجودها الآن»، وأضاف «فما زلنا نتعلم، ونحاول اكتشاف كيف نصل إلى الديمقراطية لأننا لم نصل بعد إلى هذه المرحلة لنعيشها.
ونشر الصحيفة نفسها تصريحات لبطل العمل عمرو واكد حول خطط عرض الفيلم فى مصر بالرغم من وجود بعض المخاوف من أن بعض المعارضين ربما يحدون من انتشاره لأنه لا يزال هناك مؤيدون للرئيس السابق حسنى مبارك ونظامه.
على صعيد آخر نشرت جريدة «شيكاغو تريبيون» تقريرا عن الفيلم ومخرجه، قالت فيه إنه يمهد الطريق للسينما المصرية المستقلة من خلال تحديه للرقابة ومناقشة قضايا اجتماعية من خلال أفلامه.
وأشاد التقرير بتاريخ البطوط تميزه، حيث عمل كمخرج وثائقى ومنتج ومصور تخصص فى تغطية مناطق الحرب لقنوات تليفزيونية دولية، وقام بتغطية حرب إيران والعراق، ولبنان وحرب الخليج والبوسنة وسريلانكا والصومال رواندا وفلسطين، وغيرها من المناطق المشتعلة، وأنه بعد تعرضه لطلق نارى مرتين قرر أن يعود إلى بلده مصر، ويصور أفلاما هناك والتى بدأها بفيلمه «عين شمس».
ونشر الموقع الرسمى للمهرجان كلمة للبطوط قدم فيها فيلمه بقوله: «فى تاريخ مصر، دائما سيكون هناك ما هو قبل 25 يناير وما بعد 25 يناير، ففى هذا اليوم والسبعة عشر يوما التى تلته تحقق المستحيل، وما لم يخطر على بال أحد أصبح حقيقة واقعة، وبعد الفراغ القاتل الذى استمر لعقود من الزمان بدا كل شىء يصبح له معنى خاصة بالنسبة لى، ولم يكن هناك وقت للتفكير، إلى أن قررت صناعة فيلما كان من المستحيل أن يقبله أحد قبل 25 يناير».
وأكد إبراهيم البطوط فى نفس الكلمة أن التصوير بدا متأخرا قليلا، مشيرا إلى تصويره أول مشهد فى 10 فبراير، وهو اليوم السابق لتنحى الرئيس السابق حنى مبارك، ومن هنا أصبحت مهمة إنهاء تصوير هذا الفيلم منارة للأمل بالنسبة لفريق العمل.
تدور قصة الفيلم حول عمر «35 عاما» الذى يستيقظ يوما على مصر مختلفة، ولأنه نادرا ما يترك منزله حيث يعمل من المنزل كمصمم برامج سوفت وير، وفى يوم 25 يناير 2011 يستيقظ عمر على أخبار الاحتجاجات فى أنحاء القاهرة ومسيرات متجها إلى ميدان التحرير فيشعر بشىء يقول له إن هذه الأحداث ستؤدى إلى تغيير سياسى كبير.
وعلى محور آخر يقدم الفيلم فرح مذيعة فى التليفزيون المصرى فى الثلاثين من عمرها تجد نفسها تنقل أخبارا لجمهورها تختلف عن ما يقدم عبر الإنترنت والقنوات الإخبارية الدولية، وهو ما لم يرح ضميرها فتقرر نزول الميدان، وفى جهة أخرى يقدم الفيلم شخصية عادل ضابط جهاز أمن الدولة، الذى كان يوم 25 يناير بالنسبة له يوما مزدحما جدا فى مكتبه فى ظل وجود الكثير من المتظاهرين الذين اعتقلوا لاستجوابهم، وسنوات قليلة قبل هذا اليوم اعتقل عمر بواسطة عادل، وتم تعذيبه وعندما أفرج عنه وعاد إلى المنزل وجد والدته قد توفيت، وكان فى ذلك الوقت تجمعه قصة حب بفرح انتهت بخطبتهما فجأة.