بمسرح الشباب بالحديقة الدولية قدمت جماعة الاخوان المسلمين العرض المسرحى «كفر الاخضر» تأليف على الغريب واخراج عمرو حسن وهو أول عروضها المسرحية فى حضور الشاعر والكاتب بهاء جاهين وسيد درويش مسئول النشاط الفنى بالجماعة. المسرحية تسلط الضوء على قضية الاهمال المتعمد لأراضى سيناء وعدم استغلالها فى زراعة القمح رغم أنها صالحة لذلك، من خلال قصة حلم الهجرة للخليج الذى يراود الشباب المصرى خاصة أبناء الريف، مستعينا بموسيقى تصويرية وأغنيات.
وأمام عدم وجود ايمان حقيقى بأن ارض سيناء صالحة للزراعة، اضطر «حسين الشاب المتعلم أن يلجأ لحيلة خاصة حيث استعان بزعيم الفلاحين» شندويلى وطلب منه أن يحضر مجموعة من الشباب الراغبين فى الهجرة الى السعودية، وأخذ من كل فرد 10 آلاف جنيه لتجهيز تأشيرة السفر، على أن يدفع باقى المبلغ عند وصوله الى السعودية، قال ذلك لشاندويلى رغم اتفاقه السرى مع صديقه السعودى «حمدان» على أن يوهم الفلاحين أنه الكفيل الذى سيسهل عملية السفر، ويطلب منهم أن يعملوا فى زراعة الارض لمدة 6 أشهر حتى يتم تجهيز التأشيرات، وبعد انتهاء المدة يسترد كل فلاح المبلغ الذى دفعه بالإضافة الى 9 آلاف جنيه مقابله جهده فى زراعة الأرض وهو نفس الأجر الذى كان سيحصل عليه اذا سافر الى الخليج، ولكن الفرق أنه ينهض ببلده زراعيا بالإضافه الى تحقيق الربح.
تنجح الفكرة وتنبت حبة زرعة القمح فى 200 فدان بأرض سيناء، ولكن ينجح العدو «اسرائيل» فى احراق 20 فدانا فى محاولة منه لإفساد الحلم الذى إن تحقق ستوفر مصر مليارات الجنيهات التى تخسرها مقابل استيراد ملايين الاطنان من القمح سنويا.
العرض تم تجهيزه قبل عدة أشهر، وليس ترجمة لمشروع الاخوان سواء حزب الحرية والعدالة أو الرئيس مرسى لتعمير سيناء ، بحسب مؤلف العرض على الغريب.
وأضاف أنه تطرق لقضيتى زراعة القمح وتعمير ارض سيناء بسبب شعور يطارده بخيبة الأمل أن مصر التى علمت العالم الزراعة تفشل فى توفير حاجتها من القمح رغم أن هذا المحصول تحديدا الاسهل فى الزراعة وكل الفلاحين يعرفون ذلك، وفى سيناء أرض خصبة يمكن أن تغطى حاجة مصر من القمح.
ورفض الغريب أن يكون العرض أساء للسعودية لاستهدافه الغاء فكرة هجرة المصريين اليها، وأن العمل فى بلدك أكرم من أن تتغرب من أجل ألف ريال.
وأوضح أنه حدد السعودية لأن الناس تتصور أن الذى لم يسافر الخليج بشكل عام والسعودية تحديدا لم يسافر، فكان هدف العرض تصحيح وتعديل هذه الصورة، وابلاغ الشعب أنه إذا استمر فى الهجرة لن يتقدم الوطن.
واعترف مؤلف ومدير العرض بأن الاستعراضات ضعيفة وهزيلة وبها قصور، وأنه تحدث مع المخرج فى هذا الشأن.
مدير الفرقة يعنف ممثلة تتحدث للفضائيات بلا حجاب
مؤلف العرض ومدير فرقة التمثيل المنتجة أثار انتباه الجميع فى عرضها الأول بمسرح الشباب فى الحديقة الدولية الخميس الماضى. بعد انتهاء العرض ذهبت مى زويد إحدى اثنتين مشاركات فى العرض للتسجيل مع قناة فضائية، وقبل أن تتفوه بكلمة فوجئت بالمؤلف ومدير الفرقة على غريب أمامها ليبلغها أنها ممنوعة من التحدث عن العرض الا إذا كانت مرتدية الحجاب خاصة إذا كان ذلك فى مكان العرض.
وهو ما أدى الى اصابة الفتاة، التى لا تنتمى لجماعة الاخوان، بصدمة شديدة ودخلت بسببها فى نوبة بكاء مرددة ليس له حق أن يمنعنى، هو يعرف أننى غير محجبة فلماذا يجعلنى أشارك فى المسرحية اذا لم يكن لى حق التحدث عنها.
وكاد الأمر يتجه الى انسحاب الفتاة من الفرقة، الا أن زملاءها تدخلوا لتهدئتها وتصفية الأجواء مع مدير الفرقة الذى اعترف بخطئه واعتذر لها مرتين الأولى عقب الواقعة، والثانية حسب قوله فى صباح اليوم التالى. على الغريب أوضح ل«الشروق» أن الفرقة تعمل تحت رعاية الاخوان المسلمين التى تربى نشأها على أن الحجاب فريضة والشرع أمر به، لذا كان من غير المناسب أن تظهر احدى المشاركات فى العرض بالحجاب ثم تتحدث الى وسائل الاعلام. ورفض الغريب اعتبار ذلك تناقضا، وأكد أنه أعلن من البداية أن عدد الليبراليين واليساريين فى العرض أكثر من شباب الاخوان الذين لا يزيد عددهم على 5 افراد فقط.
وكان القرار من البداية أن تشارك كل فئات وتيارات المجتمع سواء ليبراليين أو يساريين على أن تظهر الفتيات بالزى الشرعى أثناء العرض، وعندما تنتهى من العمل وتعود الى حياتها الطبيعية لا يفرض عليها أى وصاية من مسئولى الفرقة فتفعل ما يحلو لها.
وأضاف أنه منع مى فقط لأنها كانت تقف على خشبة المسرح الذى يشهد العرض، وسيكون من غير الطبيعى أن تظهر للجمهور بالحجاب وتسجل بعده بدون حجاب.
يذكر أن العرض يشارك فيه 4 أفراد لا ينتمون الى جماعة الاخوان المسلمين وهم مى زويد ومحمود الشريف وتامر الخطيب وعادل ماضى، بالاضافة الى مخرج العرض عمرو حسن ومساعديه محمد حامد ومصطفى الملاح.