تفجير سيارة أحد الدبلوماسيين بقنصلية مصر في بنغازي يعد دليلا جديدا على المخاطر الجمة التي تحيط بالعمل الدبلوماسي وبأعضاء وزارة الخارجية، سواء من الكادر الدبلوماسي أو الإداري أو الأطقم المعاونة. وتعد أولى المخاطر التي تهدد العمل الدبلوماسي هو خطر الإرهاب، حيث سقط العديد من الدبلوماسيين المصريين ضحايا لها، ومنهم السفير كمال الدين صلاح، الذي استشهد في الصومال عام 1957، كذلك الدبلوماسي نمير أحمدين خليل، الذي استشهد في باكستان عام 1995، والسفير إيهاب الشريف الذي تم اغتياله في بغداد عام 2005.
كما جرى اختطاف عدد من سفراء مصر في الخارج في الستينيات والسبعينيات، من بينهم حالات تم احتجازها لعدة أسابيع، كما يحدث كثيرا أن تقع السفارات والقنصليات المصرية في مرمى نيران الأطراف المتحاربة، خلال الحروب الأهلية في العديد من الدول، مثل ما حدث في بيروت في السبعينيات، حيث سقط صاروخ عابر في مكتب السفير المصري نفسه.
كما تعرضت سفارتنا في بيروت أيضا للقصف خلال حرب لبنان عام 2006، لكن السفارة استمرت في القيام بواجبها، وتمكنت من ترحيل عشرات الآلاف من المصريين، لتأمينهم من العدوان الإسرائيلي، كما تعرضت سفارات مصر في كوت ديفوار ورواندا وبوروندى والكونغو وليبيا وأوغندا للقصف واحتجاز أعضائها، وتهديدهم إبان الاضطرابات في تلك الدول.
كما أن الغزو العراقي للكويت عام 1990 وضع السفارة المصرية في كل من بغداد والكويت في وضع صعب، وخاصة في الكويت، حيث رفضت مصر آنذاك إغلاق سفارتها أو إنزال العلم المصري، وظل أعضاء السفارة يعملون لعدة أشهر، بالتعاون مع السفارة المصرية في بغداد، لترحيل مئات الألوف من المصريين من البلدين، حيث لم يكن متاحا أمام السفارة سوى الطريق البرى إلى الأردن، الذي يبلغ طوله أكثر من ألف كيلومتر، قطعها أعضاء السفارة المصرية عشرات المرات ذهابا وإياب، في ظروف أمنية متردية، لتأمين ترحيل المواطنين المصريين، بل وإعادة جثامين المتوفين منهم.
ولكن الأخطار التي تحيط بالعمل الدبلوماسي لا تقتصر على حوادث الإرهاب فقط، حيث كثيرا ما يعمل الدبلوماسيون المصريون في دول تفتقر إلى الأمن بصفة عامة، وتسود فيها معدلات عالية من الجريمة، ووقعت بالفعل حالات سطو مسلح وعنف ضد دبلوماسيين مصريين، كان أبرزها مقتل دبلوماسي مصري في إحدى دول أمريكا اللاتينية منذ سنوات، ومقتل حارس أمن سفارة مصر في دولة إفريقية قبل عامين، واقتحام منزل قنصل السفارة من قبل مسلحين وسرقته وترويعه هو وزوجته وأطفاله، واختطاف ابن ملحق إداري والإفراج عنه بعد دفع فدية باهظة.
ويعمل عدد من الدبلوماسيين كذلك في مناطق تضربها الأمراض والأوبئة، وتفتقر لأبسط شروط الرعاية الصحية، ومن أبرز الحالات في هذا الشأن، وفاة ملحق إداري مصري في إحدى الدول الإفريقية قبل سنوات، جراء تلقيه حقنة ملوثة في أحد المستشفيات المحلية.