شمعون شيفريمكن القول إن التصريحات التى أدلى بها رئيس الدولة الإسرائيلية شمعون بيريز لوسائل الإعلام وقنوات التلفزة فى إسرائيل (الخميس) الماضى تشكل دليلا على أنه غير راض عن أداء كل من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع إيهود باراك، فى كل ما يتعلق بكبح البرنامج النووى الإيرانى، ولا سيما تجاهلهما التحذيرات الصادرة فى هذا الشأن من جانب الولاياتالمتحدة والرئيس باراك أوباما. ويعتقد بيريز أن نتنياهو وباراك يمكن أن يتسببا بتدهور إسرائيل إلى وضع مرعب فى حال إقدام إسرائيل بمفردهما على شن هجوم عسكرى على إيران، لن يؤدى حتى وفق توقعاتهما سوى إلى إرجاء البرنامج النووى الإيرانى عدة أعوام أخرى.
وليس من المبالغة القول إن تصريحات بيريز تنطوى على رسالة فحواها أن مسألة شن هجوم عسكرى على إيران من دون أى تنسيق مع الولاياتالمتحدة هى مسألة جادة ومصيرية للغاية بحيث لا يجوز أن يبقى موضوع اتخاذ قرار بشأنها فى يد نتنياهو وباراك فقط.
ومعروف أن بيريز ينتقد نتنياهو كثيرا فى المجالس المغلقة، غير أن نقده كان حتى الآن متعلقا أساسا بالجمود المسيطر على العملية السياسية مع الفلسطينيين، وبعدم إقدام إسرائيل على أى مبادرة تؤدى إلى استئناف المفاوضات بين الجانبين. وعلى ما يبدو فإن رئيس الدولة أصبح يائسا من إمكان استئناف هذه المفاوضات، وأدرك أن رئيس الحكومة غير معنى بأى عملية سياسية مع الفلسطينيين، ولذا قرر أن يعلن موقفه إزاء الموضوع الإيرانى على الملأ.
وقد اتسمت ردة فعل نتنياهو على تصريحات بيرس بمستوى متدن. ومن المتوقع أن تصدر فى الأيام المقبلة ردات فعل أكثر حدة على هذه التصريحات، سواء من جانب نتنياهو أو من جانب باراك. مع ذلك لا بد من القول إن معارضة رئيس الدولة إقدام إسرائيل على شن هجوم عسكرى بمفردها على المنشآت النووية الإيرانية، والتى تنسجم مع معارضة جميع قادة المؤسسة الأمنية شن هجوم كهذا، من شأنها أن تجبر رئيس الحكومة على إعادة دراسة أى قرار سيتخذه فى هذا الشأن.