إن أهم ما يمكن استنتاجه من الأحداث الأخيرة فى مصر، فضلا عن هشاشة الأنظمة فى المنطقة التى نعيش فيها، هو خيانة العالم الغربى، ولا سيما الولاياتالمتحدة. ولا بُد من القول إن تخلى العالم الغربى عن الرئيس المصرى حسنى مبارك، الذى يعتبر حليفا له منذ أكثر من 30 عاما، يمكن أن يحدث لنا أيضا. وبكلمات أخرى، فنحن أيضا لا يمكننا الاعتماد على الولاياتالمتحدة فى حال اندلاع أزمة كبيرة. لا شك فى أن أى إنسان يدرك أن على مبارك أن يرحل، لكننا نتوقع من الإدارة الأمريكية أن توفر غطاء له لا أن تتنصل منه، وذلك بأنه كان طوال عشرات الأعوام ركيزة أساسية للغرب، وبمثابة سدّ أمام الحركات الإسلامية المتطرفة. والسؤال الذى لا مفرّ من طرحه الآن هو: إذا كانت الولاياتالمتحدة تتصرف على هذا النحو إزاء حليف مهم مثل الرئيس المصرى، فما الذى يجب أن يفكر فيه حلفاؤها الآخرون؟ ربما من الأفضل لهم أن يتصرفوا مثلما تتصرف إيران أو سوريا، لا كزعماء دول عربية معتدلة. لا شك فى أن الإدارة الأمريكية الحالية خضعت لتغيرات جوهرية، غير أن سلوكها فى الشرق الأوسط يدل على عدم تجربة، أو على عدم فهم كاف لهذه المنطقة. وبناء على ذلك، فإن ما يجب قوله هو أن مَن يتولى قيادة العالم فى الوقت الحالى هو زعيم عديم التجربة كليا.