ما هى توقعاتك.. من سيفوز بكأس العالم.. ما هو شعورك بعد الهدف الرائع الذى سجلته؟ تلك بعض الأسئلة التى تطرح على لاعبى كرة القدم، فيتحمس بعضهم للإجابة، لأنه يرى فيها عالمه وحدود هذا العالم.. لكن بعض نجوم اللعبة، هم مثل الأبطال، ليس بموهبتهم، وإنما باهتمامات أخرى تعدت حدود لعبتهم وملعبهم ومن هؤلاء أسطورة الملاكمة محمد على كلاى، صاحب الأسلوب الرشيق، الذى جعل اللعبة فنا، ومن هؤلاء النجوم أيضا نجم البرازيل الراحل سقراط. أعادت صحيفة الجارديان نشر حوار له أجرى عام 2002 بواسطة جافين ماكوان، وفى جزء من ذكريات الحوار جاء مايلى: «كم بدا سقراط مستنيرا مقارنة بمعظم لاعبى كرة القدم السابقين والنقاد الذين يكسبون من ممارسة اللعبة ولا شىء دون غيرها. بدا عليه الملل عند الاجابة عن أسئلة روتينية لكنه عاد إلى الحياة بالحديث عن قضايا أكبر مثل الكيفية التى تمثل بها كرة القدم البرازيلية انعكاسا لحالة الفوضى والعفوية داخل المجتمع البرازيلى وعن الفساد وتسييس كرة القدم وكيف استدعى مرة من قبل العقيد معمر القذافى إلى خيمته فى الصحراء الليبية وفى جنح الليل (وقال له القذافى أنه سيدعمه اذا ما قرر الترشح لرئاسة البرازيل) وكان سقراط ضد جنرالات البرازيل وأمريكا اللاتينية حين كان لاعبا وبعد اعتزاله.
الحوار شيق وراق وفيه الكثير الذى يؤكد أن هناك تصنيفات بالية ما زال البعض يستخدمها حتى الآن بالكتابة أو بالتفكير وذلك منذ سنوات الستينيات، حين شاع تقسيم البشر إلى إسبرطيين، وهم أهل القوة والعضلات والرياضة.. وإلى أثينيين، وهم أهل الفكر والعقل والسياسة.
وجريدة الأهرام العريقة كانت رفضت الرياضة واعتبرتها بدعة إنجليزية فى عددها الصادر يوم 26 يناير عام 1898 وكان ذلك تحت عنوان: «رياضة الأبدان ورياضة الأذهان»، والأهرام أيضا هى التى أدخلت الرياضة إلى الصحافة المصرية، حين بدأت فى فتح ملف الرياضة البدنية فيما نشرته من مقالين بالصفحة الأولى بعددى الجمعة بتاريخ 25 نوفمبر و2 ديسمبر عام 1910. أشار فيهما الكاتب إلى فوائد الرياضة البدنية وأنواعها. وحين لقيت تلك المقالات اهتماما بالغا من القارئ كلفت الجريدة كاتبها الدكتور توفيق صوصة بكتابة سلسلة من المقالات عن جوانب الجسم السليم فكتب اثنى عشر مقالا.
إلا أن الدنيا تقدمت، وجرت الأحداث، وصغر العالم، وانتشرت السياسة، وسقطت مقولات موروثة، من نوع: «العقل السليم فى الجسم السليم»، فلا كان كل المخترعين والعلماء من أصحاب الجسم السليم.. وليس صحيحا أن كل الرياضيين يفكرون بعضلاتهم.. لذلك لزم التنويه؟
أنتهى ببعض البهجة، بمباراة برشلونة وريال مدريد، الذى لم يخسر فى 15 مباراة متتالية، لأول مرة منذ عام 1960، فهل يتخلص مورينيو من تكتيكه الدفاعى، ويلعب كما يتوقع تشافى بالطريقة نفسها التى يلعب بها برشلونة.. وهى امتلاك الملعب بالتمرير، وتبادل الكرة؟
هذا الأسلوب من أصول وجذور الكرة الإسبانية وسبق ولعب به ريال مدريد فى الستينيات، ونجح برشلونة فى تطويره كثيرا.. دعونا ننتظر ونرى ونستمتع.